✍ أيمن كبوش : النار من مستصغر الشرر.. !

# قلت له: في كتابه الموسوم ب(حكومات غرف النوم).. كان الصحافي المصري الكبير (عادل حمودة) يقدم شرحا تفصيليا ومعلومات دقيقة عن دور بعض النساء في هز عروش الحكومات ووجهاء العالم، وكذلك عندما فسر بعض خبراء العمل الجنائي المدخل إلى علم الجريمة قالوا: (ابحث عن المرأة).. وأحيانا كثيرة.. تكون هذه المرأة.. عادية.. وليست عليها مسحة جمال مثل (لوسي أرتين) تلك الأرمنية التي طاحت بسمعة الجنرال والمشير المصري (ابو غزالة)، أو كما ورد في الكتاب الضجة !
# في واحدة من خطوات مراقبة حركة الحسابات المصرفية في البنوك المختلفة، وتحديداً أثناء فترة الحرب، ولتضييق الخناق على المتمردين (الدعامة حطب القيامة)، كما بدأ لنا، قام بنك السودان المركزي بحظر عدد كبير من الحسابات الخاصة بالافراد والمؤسسات، مع التشديد على عدم رفع الحظر هذا، الا بعد مثول صاحب الحساب أمام الجهات المختصة، وإثبات صحة المعاملات التجارية والتحاويل المالية التي قام بها مع الآخرين وتفنيد الاسباب.
# شخصياً اعرف كثيرين شملهم هذا الاجراء، ولم يكونوا في مواقع تسمح لهم بالتحرك العاجل نحو العاصمة الإدارية الجديدة بورتسودان، بل أن معظمهم كانوا خارج حدود الدولة، ولكنهم استخدموا فضيلة القدر الاخف من قدر، فقصدوا بورتسودان وقدمدوا ما يفيد بأن معاملاتهم تلك، هي معاملات صحيحة مليون بالمائة، وكشفوا حتى عن اسماء اصحاب الحسابات الأخرى وأسباب حركتهم معهم، فتم فك القيد وإعادة الحسابات بعد فهم طبيعة عمل اصحابها، كان هذا عملا شاقا ومرهقا على اصحاب الحسابات، ولكن بنك السودان المركزي لم تأخذه بهم رأفة إلى أن أثبتوا صحة مواقفهم.
# وبالمقابل هنالك حسابات مازالت مقيدة ولم يتم رفع حظرها ولن يستطيع أصحابها المثول امام بنك السودان.. وبطبيعة الحال تعرفون من هم أصحابها.. ولكن ما نستطيع أن نشير إليه هنا أن أغلب الدعامة حطب القيامة قاموا بتحويل أموالهم قبل قرار بنك السودان لصالح جهات وأفراد واغلبهم من النساء والفتيات.
# أعود وأقول.. إن جهاز المخابرات العامة يعرف اكثر من غيره ما يحدث في الخفاء، وكذلك هيئة الاستخبارات العسكرية، وبقية الجهات الأمنية والشرطية لديهم من المعلومات ما يشرح للعامة بعض الأمور التي تجري داخل البلد.. وهي لا تجري على سبيل النوايا الحسنة أو الاستغفال.. ولكنهم يتساهلون دون أن يتوقفوا في محطة أن النار من مستصغر الشرر.. لا تستهينوا بما يجري في كورنيش بورتسودان والوجوه الغريبة التي تمارس الرقص الهستيري على الشاطئ و(الجخانين) الاخرى، هناك أعمال مرتبة لضرب الاستقرار وانتم تعلمون بأن الطابور الخامس مازال يبعث الرسائل ويرسل الاحداثيات ويتجول في مكاتب المسؤولين وبعضهم من الوزن الخفيف.
# في بلاد غير بلادنا.. انتشرت أموال الدعامة المنهوبة من جموع السودانيين.. ويتم غسلها بواسطة بعض النساء.. وذلك عن طريق شراء الشقق والفلل في الأحياء الراقية.. وكذلك إدخالها في بعض الاستثمارات الخاصة بالنساء والفتيات.. مثل ال(بيوتي سنتر) أو مراكز التجميل والكوافير، فمنها تتحرك هذه الأموال وتغتسل في بحر المجتمع الواسع، ومنها يتم جمع المعلومات عن الناس.. علما بأن النساء دائما لهن أفواه مفتوحة في كل ما يخص نشاطات المجتمع.
# أما في الداخل، ايها السادة، علينا ان ندعوكم للقيام بمسح اجتماعي وفرش متابع للكثيرين والكثيرات.. لمعرفة من هم (أغنياء الفجأة) خاصة في فترة الحرب.. والبحث عن اولئك الذين أو اللواتي كانت لهم ولهن علاقات مباشرة مع بعض الدعامة حطب القيامة، فتشوا عن المتزوجة بدعامي.. أو المصاحبة دعامي أو الخطيبها دعامي، فسوف تجدوا هناك من فتحت لها مشروعا يرتاده الناس في بورتسودان أو المناقل أو مدني أو الابيض، ومن ثم عليكم مراقبة حركة الحسابات المصرفية والتعاملات والتدفقات النقدية.. سوف تقفون على نتائج مذهلة تؤكد لكم بأن هذه الحركات و(الشوشرة) التي تحدث هنا او هناك.. لا تخرج عن كونها تحركات استخباراتية من الطابور الخامس الذي لن يترك هذا البلد الا على الرماد.. ودونكم ذلك الغبار الذي أثير حول أحد الولاة ولم يكن غبارا من رياح البراءة وحسن النوايا... الا هل بلغت.. اللهم فأشهد