✍ أحلام محمد الفكي : قَسَمٌ عَظِيمٌ... ومسؤولية تُغير وجه السودان

حملت إلينا الأنباء اليوم نبأً يحمل في طياته الأمل والترقب: وزراء حكومة السودان الجدد قد أدوا اليمين الدستورية، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ وطننا الحبيب. ونحن، إذ نبارك لهم هذه الثقة، نذكّرهم بما كتبناه مرارًا عن عظم المسؤولية وثقل الأمانة، ونكرر اليوم، بل ونؤكد، أن القسم الذي أدوه ليس مجرد كلمات تُردد، بل هو عهد غليظ وميثاق مقدس.
إن القسم الذي أقسمتموه،
أيها الوزراء الأفاضل، يعني المحافظة على العهد والأمانة، وخدمة الشعب بكل تفانٍ وإخلاص. إنه قسم عظيم، عظيمٌ بقدر الأمانة التي تحملونها على عاتقكم، أمانة إدارة شؤون البلاد والعباد. هذه المسؤولية الجسيمة تذكرنا بقول الله تعالى: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا". هذه الآية الكريمة ليست مجرد نصٍ يُتلى، بل هي تذكير بمدى عظمة هذه الأمانة وثقلها، وأنها لا تُحمل إلا بقلوبٍ عامرةٍ بالصدق والإخلاص، وبهممٍ لا تعرف الكلل.
إن حمل أمانة الحكم يعني تحمل مسؤولية تاريخية لاتخاذ القرارات بحيادية وعدل، مع مراعاة الحق والإنصاف في كل خطوة تخطونها. هو واجب يلزمكم بأداء مهامكم بشفافية ونزاهة، بعيدًا عن أي تحيز أو محاباة لأي طرف كان. تذكروا دائمًا أنكم "كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته".
يا سادة، يا من اعتليتم اليوم سدة المسؤولية، إن الشعب السوداني، الذي ذاق مرارة الحرب وويلات الصراعات، ينظر إليكم اليوم نظرة أملٍ وترقب. ينظر إليكم نظرة المنقذ الذي سيأخذ بيده إلى بر الأمان، إلى فجر الاستقرار والرخاء. فلا تخيبوا ظنهم!
كونوا وزراء صالحين، يعملون بجدٍ واجتهاد لخدمة المواطن، لتحقيق تطلعاته في حياة كريمة ومستقبل مشرق. اجعلوا إنجازاتكم تتحدث عنكم، ودعوا سعيكم الحثيث لخدمة هذا الوطن الغالي يسجل في صفحات التاريخ بأحرفٍ من نور. ليكون يوم أدائكم القسم نقطة تحول حقيقية، وبداية لمرحلة يشهد لكم فيها التاريخ بإنجازاتكم العظيمة وسعيكم الدؤوب في خدمة المواطن السوداني