رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الخميس 2025/7/31م والي الخرطوم يتجول في أمبدة ويقف على إستعدادات الخريف عضو مجلس السيادة د. سلمى عبدالجبار تدعو لتوسيع مظلة ميثاق أهل الجزيرة لتشمل جميع أصحاب المصلحة عضو مجلس السيادة د. سلمى عبدالجبار تطلع على مساهمة الشراكات الإستثمارية فى إعمار القطاع الإقتصادي بالبلاد وزيرة الصناعة والتجارة تشهد توقيع مذكرة تفاهم بين شركة السكر السودانية وشركة رائج السعودية وزير المالية يبحث مع والي وسط دارفور مخزون الذرة للمتضررين وتحويل المرتبات السودان يشدد للخبير المعنى بحقوق الإنسان تضمين جرائم المليشيا وادانتها في تقريره ✍ د. محمد تبيدي : إلى السيد والي ولاية الخرطوم ✍ د. غازي الهادي السيد : من همس الواقع حكومة تأسيس والرفض الدولي ✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية هل نحلم بثورة رقمية في السودان؟ الخرطوم : قريباً حصر وتصنيف وفرز المضبوطات التي تخص المواطنين تمهيداً لتسليمها ✍ محمد جمال قندول : السودان والاتحاد الإفريقي.. تطورات المشهد..!!

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية هل نحلم بثورة رقمية في السودان؟

كتبنا عبر همسة وطنية مقال عن وزارة المالية أشرنا فيه إلى أن حان الوقت إلى تحويل كل المعاملات المالية إلى رقمية وأن التدوال المالي في العالم اليوم أصبح بطاقة إلكترونية يحملها الشخص في كل مناحي الحياة وعبرها يمكن معرفة هوية المستخدم وهي حصن أمني نحارب به كل التدوال المالي خارج الإطار القانوني وتقلل من الإجرام والسطو الإلكتروني ويمكن عبرها تحديد سقف الصرف والسحوبات عبر البنوك

ونظل نؤكد أن السودان يحتاج إلى هذه المنظومة لأن جراح الحرب الطاحنة تجعلنا نفكر في حلول جذرية لوطن ممزق فهل نحتاج أن نحقق فيه حلمنا بثورة رقمية في سودان مابعد الحرب؟ والإجابة التي يمكن ان نتمسك بها هي نعم ونعم كبيرة

إن الواقع الذي فرضته الحرب لم يترك مجالاً للعودة إلى الوراء بل وضع السودان على مفترق طرق إما الاستسلام للفوضى والتخلف أو القفز إلى المستقبل عبر البوابة الرقمية. وهنا لا تكون الثورة الرقمية رفاهية، بل خيارا مصيريا لإعادة بناء دولة حديثة وفاعلة

في السنوات الأخيرة أظهر الشباب السوداني قدرات لافتة في المجال الرقمي رغم ضعف البنية التحتية وغياب الدعم الحكومي آلاف السودانيين يعملون اليوم في مجالات البرمجة، التصميم، التجارة الإلكترونية، وصناعة المحتوى. هؤلاء يشكلون نواة حقيقية لثورة رقمية يمكن أن تعيد تشكيل السودان من الداخل

وليس من المبالغة القول إن الثورة الرقمية تفتح الباب أمام إعادة تعريف العلاقة بين المواطن والدولة من خلال إنشاء حكومة إلكترونية شفافة تقدم خدماتها بعدالة وسرعة كما يمكن للرقمنة أن تخلق إقتصادا جديداً متحررا من الإعتماد على الدولة أو الموارد التقليدية قائماً على الإبداع والمعرفة

لكن هذا الحلم يتطلب إرادة سياسية قوية وخطة وطنية واضحة تبدأ بإعادة تأهيل البنية التحتية للإتصالات وتطوير شبكات الكهرباء وتبني إستراتيجية وطنية للتحول الرقمي في التعليم، الإدارة، والخدمات. كما يجب خلق شراكات ذكية مع شركات التكنولوجيا العالمية وتحفيز رواد الأعمال المحليين ليكونوا شركاء في بناء سودان المستقبل

إن ثورة رقمية في سودان ما بعد الحرب ليست خيالًا بل ضرورة تاريخية لإنقاذ ما تبقى من الدولة وصياغة مشروع وطني جديد قائم على الكفاءة والشفافية والمعرفة