✍ د. عبد السلام محمد خير : معركة ما بعد الحرب ؛ الذكاء الإصطناعي إلى أين ؟!

تفيض الخواطر بشأن ما طرأ على أهل السودان بعد الذى حدث..منه أنهم أصبحوا أكثر غيرة على وطنهم.. هنالك قطعا من يتساءل كلما طرأ طارىء: أيكون في الأمر حرب أخرى(مندسة) فيستعدون؟!..الأنفس مهيأة لتأويل الأحداث بمداخل الخروج من الحرب..هناك حذرتجاه الوارد وما يلوح ومنه( هذا الذكاء الاصطناعي- إلى اين؟!).. اللهم اجعله خيرا..البعض ينساب مع كل الإحتمالات،تحوطا، حتى لا يستسلم للأسوأ تلقاء تراكمات حرب تنذر ببقايا شكوك- لا قدر الله..لقد أطل(الذكاء الإصطناعي) عبر موجة أخرى دخيلة تثير الشكوك..إتضح أن العالم يطرح ذات السؤال:(البشرية إلى أين)؟!..فالخبر إن(الأب الروحي) للذكاء الإصطناعي قدم استقالته تخوفا من القادم!..فماذا ننتظر؟!.
كم من دليل على تغلغل(الذكاء الإصطناعي) و(عمائله)مع ما ينسب له من مزايا..هو الآن على كل لسان..اللهم اجعله خيرا- انه الشغل الشاغل لدول ومؤسسات وافراد..وقبل ذلك قطعا المهمومون بتربية الأجيال ليواجهوا عصرهم باسلحته، عملا بنصيحة خليفة المسلمين(علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)..دولة عربية مهمومة بالحد الفاصل بين الحلال والحرام جعلته قضية لخطبة الجمعة الماضية بسائر انحائها،ثم اودعت الملف بكامله للشبكة، ربما قصدت القول(اللهم فاشهد)- (اليقين)و(تقوى الله).
همهمة سرت عقب خطاب يحذر من تدخلات هذا الاكتشاف التقني الخطير في قيم البشر.. فكأنما الكل إعتبر إنه المسؤول عن ما تم التحذير بشأنه فانشغل كل منا يسارع بأن يبلغ غيره (وذلك أضعف الإيمان)..بادرت فسالت عن نص الخطبة فقيل إنها على(النت)..لقد تناولت أمرا خطيرا بأسلوب مختلف لما يتردد في المنصات..دعت للنأي بهذا التطور التقني من شبهة المساس بالمعتقدات ومراجع الدين الحنيف..الأمر عالميا محل حذر ويثير التساؤل كانه يطرح لأول مرة: ما هو الذكاء الإصطناعي هذا؟!.
وعلى طريقة هات من الآخر إنبرى من أخرج جواله وبشرنا، سيرد عليكم بنفسه (الذكاء الإصطناعي هو قدرة الآلات والبرامج على التفكير وإتخاذ قرارات ذكية تشبه البشر إلى حد ما.. من التجربة وتحليل البيانات يقدم حلوله،كتابة البحوث،تشخيص الأمراض،تطوير المحاصيل،يساعد الطلاب..لكن الإعتماد عليه كليا يفقد البشر سماتهم.. المعلومات الشخصية يساء إستخدامها ما لم تكن محمية..الإيجابيات رهينة مهارات المستخدم والمعلومات الصحيحة..الذكي هو الإنسان وليس الآلة..هو المخطىء والمصيب وفقا لتعامله مع الحاسوب(مهارات، معلومات،ومصداقية)..هكذا حدثنا الذكاء الإصطناعي بنفسه!.
0.. ويبقى سؤال العصر.. إلى أين؟!:
تجاوبنا فتعلمنا من هذا الشاب التقني أن نرجع إلى جوالاتنا التي في جيوبنا بدلا عن أن نسأل غيرنا..فى جوالي صادفت مقطعا عنوانه(مستقبل البشرية في يد الذكاء الإصطناعي)..حوار مع من يوصف بانه(الأب الروحي)للذكاء الإصطناعي وقد أعلن إستقالته (محذرا من مخاطر القادم)!.. يقول صراحة(إن البشرية أصبحت لا تعرف ما تفعله)!.. يقول(إننا داخلون على فترة أكثر ذكاء على الإطلاق.. هناك ظهور لشبكات رقمية معقدة نتيجة التعامل المتسارع مع المعلومات)..يفاجئنا(البشرية لا علم لها بهذا..فمجرد أن يصبح الأمر معقدا لا نعرف ما سيحدث داخل دماغ البشر)!..ألى أين إذن؟!..يقول: (المحتمل أن تصبح البشرية درجة ثانية ذكاء بين الكائنات الحية على كوكب الأرض)!..هل تعرف البشرية ما تفعله وهم من صمموا الذكاء الإصطناعي؟!..سأله المذيع كأنه قرأ ما همنا..يقول: فى الوقت الحاضر لا!..فقط يعول على(الوعي)كسبيل للنجاة.
0..(إنفروا خفافا وثقالا)..أعانكم الله:
تفاصيل أخرى مدهشة تترى،تتحرى النجاة بالوعي كوصفة عالمية..هل تصبح(تدابير النجاة)لسان حال؟..فكرت في صداقة مع مختص تقني أرجع إليه كلما داهمتني شكوك تضخها صورة(مختلقة) أو صوت مشكوك في نسبه للمتحدث علي الصورة!.. كلنا يحتاج لمرجع تقني الآن(مش ناقصين).. صادفت مختصين بالجملة فى منتدى شبابي تقني عنوانه(الذكاء الإصطناعي والمهارات الفردية).. الجهة المنظمة تعلن بفخر أنها خرجت من الحرب بتجربة(الإستنفار الشعبي) وتريده سلاحا كذلك تجاه التعامل مع أي وافد مهدد للهوية..المعالجة التي أفاض فيها مقدمو الأوراق تنبىء عن ثقة ويقين وتفاؤل..بلسان حال(إنفروا خفافا وثقالا) انطلقت الأفكار مطئنة بالسلام تعززه نجاحات تقنية حديثة تحفها مخافة الله..جملة القول(الاجهزة متاحة، تحتاج فقط لمهارات،تجنب المعلومة غير الصحيحة،تصحيح المحتوي، ينظر للأمر كتطور طبيعي للتعامل مع الحاسوب فلا خوف على الوظائف فإنها تتغير مع الزمن،ظهور الحاسوب أدى لظهور الخصخصة نعم لكن لا يعني التشريد، الآن هنالك حواسيب ضخمة داخل موبايلك تتكفل بأن تعينك على العمل وإختصار الزمن بسرعة استحضار المعلومات..الحاسوب ليس هو الذكي، الذكي هوأنت، بالمعرفة والمهارات والتوليد الذكي للمعلومات بضمان الدقة،وضد التخمين، والتجسس..وهكذا..ختام القول(طالعين من الحرب نركز على الإيجابيات..مراجع البلد لم تسلم من الحرب..موبايلك مرجعك..إنه شركة ضخمة في جيبك،كلما تريده متاح على الحاسوب، الخطأ علاجه المهارات، التدريب).
هناك من ينوه..الآن تنطلق مبادرة نحو(مقاومة شعبية رقمية) تعززها نجاحات مبادرة المقاومة الشعبية الداعمة للجيش.. المؤسسة التعاونية الوطنية كانت حضورا..شاركت في إبتدار هذا المنتدى الشبابي التقني بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة،ومنظمة(قلوبنا ليكم) بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب،في توقيت حساس أثمر إضافات لإستقامة التعامل مع الذكاء الاصطناعي عبر شباب متوثب وأجهزة متاحة، ومشرفون يمتلكون بالمهارات ناصية التقنية الحديثة تجنبا لسلبياتها وتعزيزا لإيجابياتها وتوظيفها لنهضة البلاد، بلاد مقدمة على السلام بسلاح العصر، تقنية على بينة(معلومات،مهارات،ومنظومة قيم من المصداقية والشفافية).
0..إشراقات رقمية على شارع النيل:
الحضورلافت يحفز لمتابعة ما يقال عن الذكاء الاصطناعي،وكيفية التعامل معه..تشكل إجماع على وصفة متداولة عالميا وهي(المهارات)..الحضور افواج من الجنسين، طلة نضرة ونفوس متوثبة وذكاء ساطع لجيل يشبه القادم..كأنما السلام يعلن من هنا.. من مقر وزارة الشباب والرياضة على النيل، وعبر صوت الكورال المصاحب مرددا بعذوبة (عديلا وزين)..وينادي بعزة (إحنا البنحقق أمانينا.. نمسح الوجعة الفينا.. نشق الواطة نبل أشواقا)..المبدع عماد الدين إبراهيم حضور كعهده،رحمه الله.. والتحية لهذا الكورال المتألق.
0.. وزير الشباب.. الشاب:
شخصيات متميزة قدمت الأوراق.. يتقدمهم ضباط شباب مستنيرون تقنيا وإعلاميا، ومدربون شباب.. وزير الشباب والرياضة(عوض حامد)يفيض حيوية ومعلومات..تمنيته ضيفا على قنواتنا الفضائية ليسعد الناس بمعرفة كفاءة شبابية تقنية من هذا الطراز، فهذا زمنهم.. ذكرنا بقصة(إستنساخ النعجة) التي شغلت العالم يوما، وإسترجع تجليات برنامج الدكتور مصطفى محمود(العلم والإيمان) وكيف أنه إخترق بالعلم دهاليز المستقبل الذى نعيشه الآن..وافاض في الذكريات وتجاربه الجامعية منوها لدور الفطرة والمهارة وإكتساب الخبرة والتدريب والمهارات الذاتية في تنشئة الخريج بما يجعله مواكبا..نوه لعناصر مميزة بدراساتهم ودعا لأن نبدأ من حيث إنتهى الآخرون.. القناعة السائدة الآن هناك سلبي وايجابي،علينا بالإيجابي..طور نفسك، لا تحصرها في وظيفة محددة..التقنية الحديثة تمكنك من النهوض بعدة مهام لصالحك ولنهضة الوطن.. ينوه لدور الشباب في بلد عظيم وراه الجيش والمستنفرون، والآن تقانيون مهرة، تشكيل متكامل أساس لدولة السلام.
0..و(الزرقاء)..كانت هناك برؤيتها:
برؤيتها الثاقبة إصطادت قناة(الزرقاء) هذا الملتقى المهم في هذا التوقيت الفاصل.. سابقت عبر مراسليها فأمتعت ثم ذكرتنا مذاق البرامج الميدانية وإقبال الجمهور عليها..هو إتجاه برامجي له رواده..ففى الإذاعة إشتهر بهذا النوع من البرمجة الميدانية الإعلامي النجم صلاح طه(من خارج الإستديو)،والأستاذ الطيب محمد الطيب(صور شعبية)،والأستاذ نور الدين سيد أحمد(الحقل والعلم)- عليهم رحمة الله.. بصماتهم بقيت ماثلة عبر مراسلي الولايات، الذين هم إعلام الصدارة حربا وسلاما عبر(فضائيات)البلد..الثراء الثقافي المتنوع للولايات يجعل رسالتها (صور شعبية)باهرة، كتلك المحببة(لناس الأقاليم)- ثقافتهم لسان حالهم، حال السودان..بورك فيه، سلاما وتنمية وتقنية..وصمودا.