✍ أحلام محمد الفكي : الأوطان لا تُبنى بالصراعات بل تُبنى بالإرادة الصلبة

في قلب إفريقيا، وعلى ضفاف النيل الخالد، مازال يتنفس وطنٌ اسمه السودان. وطنٌ عظيمٌ بتاريخه، غنيٌ بثرواته، وشعبه لم يعرف يومًا الاستسلام. ولكنه اليوم يمر بمحنة، أشبه بعاصفة هوجاء تركت وراءها جراحًا عميقة، ورمادًا يغطي ماضيه.
هل هذا هو قدر السودان؟
أن يظل رهينًا لصراعاته، وأن يتيه في متاهات الانقسام؟
أم أن في جوف هذا الرماد بذرة حياة تنتظر أن تُروى بماء الأمل، لتُزهر من جديد؟
إن هذا التساؤل ليس مجرد استفهام، بل هو دعوةٌ للصحوة، ونداءٌ يلامس القلوب ويوقظ الضمائر. دعوةٌ لكل سوداني وسودانية، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، ليرفع رأسه ويُعلن بصوت واحد: نعم، نستطيع أن نرتفع إلى مستوى هذا التحدي!
إن النهوض من هذا الرماد ليس مهمة سهلة، بل هو مسيرة شاقة تتطلب منا شجاعةً من نوع خاص. شجاعة التواضع والتخلي عن الأحقاد، شجاعة الاعتراف بأخطاء الماضي، وشجاعة أن ننظر إلى المستقبل بعين الأمل، لا بعين اليأس.
بناء السودان ليس مجرد شعار، بل هو مشروع حياة يتطلب منا جميعًا أن نعمل بروح الفريق الواحد. أن نضع مصالح الوطن فوق مصالحنا الشخصية، وأن نؤمن بأن قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا. إن هذا الوطن يستحق منا كل التضحية، لأنه هو الحاضن لأحلامنا، ولأحلام أطفالنا الذين ينتظرون أن يرثوا وطنًا آمنًا، ومزدهرًا، وعادلًا.
إن الأوطان لا تُبنى بالصراعات، بل تُبنى بالإرادة الصلبة، وبالعمل الجاد، وبالإيمان بأن فجر الغد سيكون حتمًا أجمل.
فلنمد أيدينا لبعض، ولنمحُ من قاموسنا كلمة "مستحيل". فالسودان الذي ولد من رحم النيل، قادرٌ على أن ينهض من رماده، ليُشرق من جديد، مُشرقًا بالعدالة والكرامة. فلنثبت للعالم أن السودان ليس مجرد أرض، بل هو فكرة، وفكرةٌ عظيمةٌ لا تموت..
اذا هى دعوة إلى الأمل
في خضم التحديات ويرتفع صوت الأمل، داعيًا كل فرد إلى المساهمة في بناء فجر جديد. إن السؤال ليس مجرد استفهام عابر، بل هو نداء للضمير: "هل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذا الفجر الجديد؟"
إن الاستعداد لا يعني انتظار الحلول من الآخرين، بل يعني أن تكون أنت الحل.
إنه يتطلب منا أن نتجاوز خلافات الماضي، وأن نوحد جهودنا من أجل مستقبل أفضل. فالاستثمار في التعليم، وتعزيز ثقافة الحوار، وبناء المؤسسات القوية، هي ليست مجرد شعارات، بل هي خطوات عملية نحو تحقيق التغيير المنشود.
وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.