✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ الأستاذ محمد محمد خير وقصة الحسناء التي أوقفت حياتها لخدمة والدتها

تحكى القصة أن فتاةً موفورة الجمال، عريقة الحسب، عالية التعليم، رفضت الزواج والوظيفة، ووهبت عمرها لرعاية والدتها المُسنة.
وفي الطرف الآخر، شاب من أبناء المدينة، عاد من الغربة محملاً بالغالي والنفيس، يبحث عن شريكة حياة. كان يملك من الوسامة والمال والمكانة الاجتماعية ما يجعل الأسر تدفع ببناتها إليه، وتنسج له الأماني.
توالت الزيارات، وتزاحمت الحسان على بابه، كلٌّ تتمنى أن تكون هي الصيد الثمين.
وذات مساء، وفي طريق عودته من إحدى تلك الزيارات، تذكّر صديقًا حكى له عن فتاةٍ كرّست حياتها لأمها. بدافع الوفاء، سأل عنها وعن أمها.
وحين سمع قصة تضحيتها، صرخ من أعماقه: "وجدتها!"
قال له صديقه مندهشًا: "أأنت مجنون؟! إنها في عمر أمك!"
لكن القرار كان قد اتُّخذ، وبدأت مراسم الزواج، والناس بين مُصدق ومُكذّب... المدينة لم تسعها الفرحة.
إلا واحدة... كانت تندب هذا الزواج، وتعيبه وتقلل منه.
كانت هي الأم!
واليوم، يُعيد التاريخ نفسه، ولكن على هيئة رمزية...
فمن يلعب دور "الأم" الآن؟
إنهم بعض الزملاء الصحفيين، الذين عميت أبصارهم، أو تناسوا عمدًا، من هو محمد محمد خير.
ذلك الصحفي النابه، السياسي المُعتق، والقاص الحكّاء...
ذو العلاقات الواسعة التي تمتد بين أطياف الشعب السوداني، في اعتدال ووسطية قل نظيرها.
رجل تجلّت وطنيته وفراسته خلال معركة الكرامة، فكان ساريتها، يشير إلى الطريق الصحيح حينما ضلّ كثيرون.
لم يخشَ بطشًا، ولم يساوم على وطن، فواجه أعداء الشعب بشجاعة نادرة.
بالأمس، صفقتم حينما رُشّح بعضكم مستشارين إعلاميين... وبعضكم حين كان محمد محمد خير يُمارس السياسة والصحافة، لم يكن قد وُلد بعد!
الرجل لا ينتمي إلي يمين ولا يسار... هو "ولد بلد" أصيل، وطني لا يُساوم.
محمد محمد خير لديه الكثير المفيد من علاقات خارجية وداخلية وإحاطة بمراكز القرار الغربي...وتقاطعات العلاقات الداخلية مما يجعله مقبول من الجميع...
رجل قلبه وداره يسع الكون...تحامل على ألم المرض الخبيث من أجل الوطن والناس...
دعوا الوطن يستفيد من أبنائه الخُلّص.
وصدق المثل:
"ما بتجيك الشينة إلا من القريب..."