✍ الطاهر ساتي : الكتاب المنسي ..!!

:: يُحكى أن أحدهم اشترى كتاب : (كيف تتعلم قيادة الطائرة بدون معلم؟)، ثم استأجر طائرة، وطار بها حسب توجيهات الكتاب، ثم حلّق، وكان يقلب صفحات الكتاب وينفذ التوجيهات، وكان مستمتعاً ..ثم أراد الهبوط قبل نفاد الوقود، و كان قد وصل إلى الصفحة الأخيرة، وفتحها ليهبط بالتوجيهات، وتفاجأ بعبارة (البقية في الجزء الثاني)، ففقد عقله ثم لحق ( أمات طه)..!!
:: وتقريباً هكذا يمضي الحال بحكومة الأمل ..ولذلك، عندما يلتزم السيد رئيس مجلس السيادة بعدم تدخل مجلسهم في العمل التنفيذي بديلاً للجهاز المدني التنفيذي، أو كما قال بالأمس مخاطباً الشرطة و متحدثاً عن لجنة إبراهيم جابر، فإن هذا الإلتزام - مع النهج االراهن لجهاز المدني - ليس بخبر مفرح، بل حزين، لان نهج حكومة كامل إدريس مخيّب للآمال ..!!
:: وبالمناسبة، سنظل ندعم حكومة كامل، ولكن لن نسلمها شيكاً على بياض لتكتب فيه ما تشاء، بل سندعمها لتقوى وتصلح حال الناس و البلد أو تذهب كالسابقات، ولا يتأسف على ذهاب فاشل إلا فاشل.. ولحين ذلك، على السيادي أن يتدخل ويسد الثغور لصالح المواطن، فالطبيعة لاتقبل الفراغ، والمواطن لا يأكل المدنية حين يجوع و لا يتداوى بها حين يمرض ..!!
:: و على سبيل مثال لنهج حكومة كامل حالياً، يقول رئيس مكتب الإتحاد الأفريقي السابق لدى جامعة الدول العربية، السفير نادر فتح العليم -لموقع التحقيق - بأن السودان بعد تعيين رئيس الوزراء - و حتى هذه اللحظة - لم يتقدم بطلب للإتحاد الأفريقي لرفع الحظر عن عضويته، ولم يول الإتحاد الأفريقي الاهتمام المطلوب ولم يزره ..!!
:: ويمضي السفير نادر مٌعاتباً كامل إدريس بأنه يبدو مشغولاً بأمور داخلية أكثر من فك تعليق عضوية السودان، موضحاً أن الرجوع للبيت الأفريقي مهم للغاية وسيساعده في محاصرة التمرد، و إن الإتحاد الأفريقي لا يدعم مليشيات متمردة على الدولة، ولكن هناك صمت واضح في هذا الملف منذ تعيين رئيس الوزراء.. هكذا يتأسف السفير نادر و يعاتب..!!
:: وعليه، ناهيكم عن زيارة الاتحاد الأفريقي أومخاطبته برفع الحظر، فالسفير نادر لايعلم عجز كامل عن إكمال أعضاء حكومته، بمن فيهم وزير الخارجية المسؤول عن تطوير العلاقة مع الاتحاد الأفريقي .. ما يقارب الثلاثة أشهر، ولا يزال كامل يلف ويدور حول اللاشئ، و بالأمس فرحوا باجتماع غير رسمي لمجلس الوزراء، ولو كان رسمياً لنظّموا مهرجاناَ..!!
:: تخيلوا..لقد أدى القسم رئيساً للوزراء في مايو الماضي، واليوم السادس من أغسطس، ومع ذلك فأن أول إجتماع لمجلس وزراء حكومة يموت بعض شعبها بالجوع والبعض الآخر بالمرض (غير رسمي) لغياب الوزراء، إما لعدم التعيين أو لعدم آداء القسم، أي ليس فقط وزير الصحة معز عمر بخيت، بل هناك آخرين لا يُبرر غيابهم غير اللامبالاة ..!!
:: وبالمناسبة، كامل لم يتفاجأ بالمنصب، ولم تكن الزيارة التي سجد فيها على أرض مطار بورتسودان هي الأولى بعد الحرب، بل له زيارة سابقة و اخطار بالمنصب قبل أشهر، ومع ذلك يبدو مرتبكاً وكأنه تفاجأ به .. فالأولويات عنده هو تأسيس وحدة للشباب بجانب وزارة الشباب، ثم مجلس للسلم بجانب مفوضية السلام، وغض الطرف عن وزير خارجية، فمن يُفكّر لهذا الرجل ..؟؟
:: والغريب في الأمر، عقب آداء القسم، رفع كامل للناس كتاباً ضخماً، بإعتباره خُطته و برنامج عمله لإدارة المرحلة الإنتقالية، فاستبشرنا خيراً برجل يُخطط في زمان الفوضى ..و لكن البدايات الخاملة والمرتبكة لحكومته توضح بأن الكتاب المرفوع يوم الخطاب الأول كان كتاب الأزمات، و ربما نسى كتاب الحلول في جنيف ..!!