✍ أبشر الماحي الصائم : ماذا يجري داخل حركة مناوي !!

اصبحت حركة تحرير السودان التي يتزعمها المارشال مني اركو مناوي، منذ انحيازها للصف الوطني بعيد اندلاع حرب مليشيا الجنجويد علي الدولة السودانية في 15 ابريل 2023 ,
اصبحت من ضمن تشكيلات القوات التي تقاتل الي جانب الجيش الوطني السوداني ، وذلك ضمن منظومة ،، القوات المشتركة ،، التي تتشكل من مجموعة حركات دارفورية مسلحة، اختارت خندق الدفاع عن كيان الدولة السودانية في مواجهة المليشيا الجنجويدية المدعومة من الخارج ...
وقد ابلت القوات المشتركة بلاء حسنا ،، وقدمت دروسا ناصعة في التضحية والفداء، مخلفة المئات من الشهداء
علي ان قدرات وتضحيات القوات المشتركة قد تجلت اكثر في محاور الصحراء والدفاع المستميت والبطولي عن عاصمة الاقليم الفاشر، الي جانب القوات المسلحة ،،
فضلا عن انها قد ساهمت بفعالية في عمليات تحرير الخرطوم والجزيرة ،، وهي الان تشارك في معارك محاور كردفان المختلفة ...
من هنا تكمن عملية الاهتمام بتماسك ووحدة حركة تحرير السودان تحت قيادة حاكم اقليم دارفور السيد مناوي ،، ذلك كونها اصبحت واحدة من اهم مكونات التحالف العسكري والسياسي الذي يقود البلاد في هذه المرحلة بالغة الحساسية من تاريخ الدولة السودانية ..
غير ان احداثا دراماتيكية هزت كيان الحركة خلال الأيام القليلة الماضية قد شدت انتباه الرأي العام واصبحت جديرة بالاهتمام ..
بدأت هذه الاحداث، باعلان السيد مناوي عن تكليف نائبه في سلطة اقليم دارفور، بتصريف شئون الاقليم حتي عودته من مأمورية الي خارج البلاد، لم يعلن في حينها عن وجهتها ومهمتها وطبيعتها
وكان قد استبق السيد مناوي عملية الخروج في مأمورية، بعملية خروج غاضبة الي الاعلام وزع فيها بعض الرسائل الي جهات مختلفة،
كاتت اشدها قسوة تلك التي تحدثت عن تباطؤ العمليات القتالية بعد تحرير الخرطوم !! ذلك مما زاد من وتيرة التكهنات لمدلولات عملية خروج الرجل المباغتة الي خارج البلاد ...
ثم توالت الاحداث ،، فقبل ان يجف مداد اقالة السيد مناوي لاثنين من كبار مساعديه، خرج اخرون من حركته بأعلان اقالة للسيد مناوي نفسه من رئاسة الحركة، بحجة انفراده بالقرار ...
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، فوجئنا بمتحرك هائل من القوات المشتركة، التي قوامها قوات مناوي ،وهي تعلن عن خروجها من ولاية نهر النيل في طريقها الي دارفور
ثم لم نلبث حتي خرجت علينا الناشطة القحتاوية رشا عوض ببوست تفتأ تقطع من خلاله، بان السيد مناوي قد خرج مغاضبا من السودان الي فرنسا ، وأن حركته علي شفا هاوية انشقاق !!
لم يكن حديث السيدة رشا بطبيعة الحال من باب الاشفاق، فهي كسائر الرفاق الذين يتهمون بعض الحركات المسلحة بالخيانة لوقوفها مع الجيش !!
لطالما وقفوا معها _ حسب زعمهم _ وساندوها حتي نالت استحقاقات جوبا، وذلك علي ايام _ معزوفات_ (حركات الكفاح المسلح) !!
ثم عزز ذلك ، أعني عملية الانشقاق الوشيكة ،، عززها الصحفي الموثوق الأخ الدكتور مزمل ابوالقاسم ، علي ان الزميل مزمل قد دعم زعمه بشخوص ووقائع وعواصم ودوافع ...
غير ان رسالة ذكية من حيث التوقيت والاشارات قد صدرت في ختام هذا الزخم من السيد مناوي نفسه ،، يفتأ يؤكد رسوخ موقفه وثباته الي جانب القوات المسلحة في ملاحقة المليشيا المتمردة حتي القضاء علي اخر متمرد ،،
والاشارة هنا تفيد بأن رجل الحركة القوي يتحدث من قاعدة صلبة ومتماسكة .. وهو لايزال يمسك بكل الخيوط
مخرج .. ومهما يكن من أمر، فان الذي يهمنا من وراء كل هذه الاحداث الماراثونية والحراك الدراماتيكي هو، ان تظل حركة السيد مناوي ،، كشريك استراتيجي للجيش وظهير سياسي للوطن، ان تظل متماسكة وقوية وقادرة علي تجاوز كل العثرات ،،
فهي الي جانب وجودها الفاعل في ميدان معركة الكرامة، هي في المقابل ايضا تدير وزارة المعادن، كأهم وزارة تعتمد عليها البلاد الان ، فضلا عن اداراتها لملفات اخري هامة