✍ أحلام محمد الفكي : الخرطوم تستعيد نبضها الإقتصادي ؛ عودة المصارف بارقة أمل لمستقبل السودان

في خطوة تبعث على التفاؤل وتعزز آمال عودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة السودانية الخرطوم، أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، عن توجيه حاسم لبنك السودان المركزي وجميع المصارف التجارية بضرورة الإسراع في فتح فروعها بالعاصمة قبل الخامس عشر من سبتمبر المقبل. هذا التوجيه ليس مجرد قرار إداري، بل هو بمثابة إعلان قوي عن بداية استعادة الخرطوم لنبضها الاقتصادي، وهو يحمل دلالات عميقة للمستقبل القريب والبعيد.
عودة المصارف والبنوك إلى الخرطوم، في هذا التوقيت الزمني المحدد (قبل منتصف سبتمبر)، تعني أكثر من مجرد توفير خدمات مالية. إنها تشير إلى عدة نقاط محورية:
استعادة الثقة والأمن: لا يمكن للمصارف أن تعمل بفاعلية في بيئة غير آمنة. هذا التوجيه يرسل رسالة واضحة بأن الحكومة تعمل بجد على استقرار الوضع الأمني في الخرطوم، مما يشجع على عودة رؤوس الأموال والأفراد.
تحريك عجلة الاقتصاد: المصارف هي شرايين الاقتصاد. بوجودها، يمكن للأفراد والشركات الوصول إلى السيولة والتمويل اللازم لإعادة بناء المشاريع، بدءًا من الأعمال الصغيرة وصولاً إلى المصانع الكبرى. هذا يساهم في خلق فرص العمل وتخفيف الأعباء الاقتصادية الناجمة عن الحرب.
دعم عودة النازحين لمشاريع الاقتصادية التي ستساعد على تخفيف آثار النزوح واللجوء. توفر الخدمات المصرفية يشجع العائلات على العودة والاستقرار،
وتوجيه عضو مجلس السيادة يظهر التزامًا رفيع المستوى بإنعاش الخرطوم. وتحديد موعد نهائي صارم يعكس جدية الحكومة في تحقيق هذا الهدف وإزالة أي عقبات قد تعترض طريق عودة الحياة الاقتصادية.
إن افتتاح فرع بنك أم درمان بحضور عضو مجلس السيادة الوطني، وحضور وزير الداخلية ووالي الخرطوم، ليس حدثًا عاديًا. إنه يمثل أولى بشائر العودة، ويجسد التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات المالية لتحقيق هدف مشترك. هذا الافتتاح هو دليل عملي على أن عملية العودة قد بدأت بالفعل، وأن المصارف تستجيب للتوجيهات الحكومية.
عودة المصارف والمؤسسات المالية إلى الخرطوم تمثل حجر الزاوية في عملية إعادة الإعمار والتعافي. إنها ليست النهاية، بل هي بداية لمرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف: الحكومة، القطاع الخاص، والمواطنين. هذه الخطوة ستفتح الباب أمام عودة المصانع والمؤسسات الإنتاجية الأخرى التي تحتاج إلى نظام مصرفي فعال لدعم عملياتها.
إن إصرار القيادة على استعادة النشاط الاقتصادي في العاصمة، وتحديد مهلة زمنية قصيرة لذلك، يعكس إدراكًا لأهمية الوقت في معالجة آثار الحرب. إنها دعوةللجميع للتفاؤل، وللعمل بجد نحو بناء سودان أقوى وأكثر ازدهارًا، تبدأ عاصمته الخرطوم باستعادة نبض الحياة فيها.