رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/9/30م ✍ الهندي عزالدين : التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية ✍ عبدالماجد عبدالحميد : خسائر مليشيات التمرد تتوالى في الفاشر عضو مجلس السيادة د. سلمى تتسلم توصيات ملتقى إتحاد المرأة السودانية ✍ أم وضاح : بارا ليست كل المد ولا نهاية الحد مناوي : إستهداف المليشيا لمركز إيواء النازحين في الفاشر جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي وزير العدل يؤكد أهمية عكس جهود الدولة في مكافحة جريمة الإتجار بالبشر ✍ عزمي عبد الرازق : منصات التشويش إلى رماد ؛ تحول نوعي في معركة الفاشر وزير الطاقة يبحث مع سفير الصين بالسودان التعاون مع في قطاعي النفط والكهرباء وإعادة إعمار مادمرته الحرب ✍ د. محمد عثمان عوض الله : قراءة في حديث عضو السيادي السابق محمد الفكي سليمان لقناة الجزيرة والي سنار يشيد بمبادرة أبناء كركوج بالداخل والخارج لإعادة وتأهيل الخدمات الضروريةً وزير صحة النيل الأبيض يرأس إجتماع اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ المؤسسة العسكرية رسالة أمل وتفاؤل

في لحظة تاريخية تعكس عُمق التضحيات ومسيرة النضال الممتدة، يحتفل الجيش السوداني هذا العام بمرور واحد وسبعين عامًا على تأسيسه، ذكرى تحمل بين طياتها معاني الوطنية والفداء، وتستحضر تاريخًا طويلاً من البطولات في حماية الوطن وصون سيادته. لم يكن الجيش السوداني مجرد مؤسسة عسكرية، بل كان ولا يزال رمزًا لوحدة التراب السوداني، وحارسًا لأمنه واستقراره.

إن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال تقليدي، بل هي محطة للتأمل في مسيرة الجيش، مراجعة للتحديات، وتجديد للعهد بأن يظل جيش السودان جيشًا للشعب، حاميًا للدستور، ودرعًا للأمة في مواجهة الأخطار. فهي لحظة تستدعي أن نستلهم الدروس من الماضي، ونعيد صياغة رؤيتنا لمستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا، يكون فيه الجيش قوة للبناء كما هو قوة للحماية

يُطلّ علينا هذا العام العيد الحادي والسبعون لتأسيس الجيش السوداني، مناسبة تحمل في طياتها عبق التاريخ ووهج التضحيات، وتذكّر الأجيال المتعاقبة بأن هذه المؤسسة لم تكن يومًا مجرد قوة نظامية، بل كانت ولا تزال رمزًا للسيادة الوطنية، وحصنًا منيعًا أمام الأطماع،بل ودرعًا صلبًا في مواجهة التحديات.

منذ بواكير تكوينه، ارتبط الجيش السوداني بروح التضحية والعزة، فشارك في معارك الدفاع عن الأرض، وكان جزءًا من النسيج الوطني الذي وحّد السودانيين حول قيم الانتماء والكرامة. تاريخ الجيش ليس مجرد صفحات من حروب ومعارك، بل هو أيضًا تاريخ إنساني يروي قصص الجنود البسطاء الذين حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن، وقدموا أرواحهم ليبقى السودان عزيزًا شامخًا.

الاحتفال بالعيد الـ71 ليس فقط مناسبة للفرح والاحتفاء، بل هو أيضًا وقفة للتأمل والمراجعة. فالمؤسسة العسكرية اليوم تقف أمام تحديات جسيمة فرضتها الحرب الأخيرة والانقسامات الداخلية. هذه اللحظة التاريخية تفرض ضرورة إعادة بناء الجيش على أسس جديدة مبنيه علي العلميه اولا تؤسس علي الولاءللوطن والدستور لا للأفراد أو الأحزاب.

والاحترافية والمهنية بعيدًا عن التسييس.

الوحدة والشمول بحيث يكون الجيش ممثلًا لكل أبناء السودان دون تمييز.

إن عيد الجيش هذا العام يجب أن يكون رسالة أمل وتفاؤل، بأن السودان قادر على النهوض من رماد الحرب، وبأن جيشه يمكن أن يستعيد مكانته كقوة حامية لا متحكمة، وكدرع للشعب لا أداة للسلطة. فالتاريخ علّمنا أن الجيوش التي تنحاز لشعوبها تبقى، أما التي تتورط في السياسة فإنها تخسر ثقة المواطن قبل أن تخسر المعركة.

في ظل الظروف الراهنة، يمكن أن يتحول الجيش إلى قوة بنّاءة تشارك في إعادة الإعمار، وحماية المشاريع القومية، والمساعدة في الكوارث الطبيعية التي عرفها السودان مرارًا. فالمؤسسة العسكرية ليست فقط أداة للحرب، بل يمكن أن تكون شريكًا في التنمية وصمام أمان لمستقبل أكثر استقرارًا.

يأتي العيد الـ71 للجيش السوداني في زمن استثنائي، لكنه أيضًا فرصة ذهبية لإعادة صياغة العلاقة بين الجيش والوطن. فالسودانيون جميعًا يتطلعون إلى جيش موحّد، محترف، ومخلص للشعب، جيش يكتب فصلًا جديدًا من تاريخ هذه المؤسسة العريقة، عنوانه: الولاء للوطن، والوفاء للشعب، والالتزام بمستقبل مشرق للسودان.