✍ عزمي عبد الرازق : إن أريدُ إلا الإصلاح ما استطعت

تمتد معرفتي بالدكتور كامل إدريس لعقدين من الزمن وربما أكثر، وقد كنت من أوائل من طالب بإسناد منصب رئيس الوزراء إليه، واستبشرت خيراً بالخطوة التي أقدم عليها رئيس مجلس السيادة بتعيينه في هذا الموقع المهم، وفي هذا الظرف الدقيق والحساس. هو جدير بهذا المنصب بلا شك، وتكتمل به خارطة الطريق التي أعلنها البرهان من أعلى منصة دولية، وكان أهم ما فيها هو تعيين حكومة مدنية بصلاحيات كاملة.
تلك الخطوة، التي وجدت ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، هي ما دفعني لكتابة تدوينتي الأخيرة من موقع المُشفق لا الساعي للهدم. أدرك تماماً أن حكومة الأمل هي الفرصة الأخيرة للعبور، ولدينا جميعاً مصلحة في نجاحها، حتى جماعة "لا للحرب"، إذا كانوا بالفعل يرغبون في الذهاب إلى الانتخابات.
نجاح الحكومة الانتقالية يتطلب تواثق كافة المساعي، وآمل ألا تعيقها أي محاولة التفاف، وإذا كانت جهود الفريق إبراهيم جابر تهدف إلى تهيئة الظروف لهذه الحكومة، وإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة وكافة أشكال العنف وحقول الألغام، وصناعة الطريق، أي لجنة ذات مهام إشرافية، فينبغي أن تكتفي بهذا الدور، تمهيداً لانتقال الحكومة المدنية من بورتسودان إلى الخرطوم، لتقوم بمهامها الطبيعية، وهى بالضبط البداية الحقيقية التي نتوق إليها، وتتسارع الخطى نحوها.