✍ أحلام محمد الفكي : وطنٌ موحّد بجيشٍ واحد وأمنٍ لا يتجزأ

تتغير الأوضاع وتتجدد الآمال، وفي خضم هذه التحولات، تبرز خطوةٌ جريئةٌ ومفصليةٌ نحو بناء مستقبلٍ مشرقٍ، خطوةٌ تحمل في طياتها معاني الوحدة والقوة والاستقرار: ضم وتوحيد كافة المليشيات والجيوش تحت مظلة القوات المسلحة الوطنية. فماذا يعني هذا القرار الاستراتيجي؟
وما هي أبعاده وتأثيراته على الوطن..
إن إعلان ضم الصفوف وتوحيد الجيوش خطوةٌ تاريخيةٌ تستحق الثناء والدعم من كل الأطياف.
إنها ليست مجرد إعادة تنظيم عسكرية، بل هي إعلانٌ واضحٌ عن إرادة سياسية حقيقية لتعزيز سيادة القانون وبسط هيبة الدولة. فبعد سنواتٍ من التحديات والانقسامات التي هددت نسيجنا الوطني، يمثل هذا القرار بارقة أمل لطي صفحة الماضي وفتح آفاق جديدة نحو البناء والتنمية العادلة والشاملة.
يُغلق هذا القرار الباب أمام أي محاولات للتمرد أو زعزعة الاستقرار. عندما تكون القوة العسكرية في يد واحدة، ومرجعيتها هي الدستور وحماية الوطن لا الولاءات الضيقة، فإن ذلك يرسخ الأمن ويُعزز الشعور بالانتماء الوطني. هذا التوحيد يضمن أن تكون كل الجهود العسكرية موجهة نحو هدف واحد: حماية الوطن وصون كرامته.
لا يمكننا أن ننسى في هذه اللحظات تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم فداءً لهذا الوطن. إنهم المشاعل التي تنير طريقنا نحو مستقبل أفضل. كما نوجه أسمى آيات العزة والتقدير لجيشنا الباسل، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار. وكل الوفاء لمن نذروا أرواحهم ودماءهم فداءً للوطن، فإن هذا القرار هو تكريمٌ لتضحياتهم وتأكيدٌ على أن دمائهم لم تذهب هباءً.
إن توحيد الجيش يعني توحيد الرؤى والأهداف، ويعني بناء قوة وطنية حقيقية قادرة على حماية الحدود وصون الأمن الداخلي، بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية أو قبلية. إنه السبيل الوحيد لضمان أن يكون مستقبلنا مبنيًا على أساس متين من الأمن والاستقرار والرخاء.