✍ د. إبراهيم الصديق علي : تحت المكيفات الباردة

(تطير عيشتها) ، اصبح هذا تعليقي كلما وقعت عيني على (اكليشيهات) استخدام هذه المفردة ، وهو مصطلح سائد عند السودانيين عندما كان التكييف ميزة مرتبطة بمكاتب كبار المدراء في مؤسسات الحكم ، ولكن البعض ما زال متعلقاً بذات الصيغة دون تفكير أو تغيير وهو كسل ذهني مثير للدهشة..
في بداية السبعينيات من القرن الماضي انتشرت مكيفات الهواء المركزية الكبيرة ، واصبحت سمة لبعض الدوائر الحكومية ، ونغمة على الموظفين الذين اصبحوا تحت دائرة الاتهام بأن قراراتهم (تحت المكيفات الباردة) أى بعيدة عن الواقع ، ومع أن المكيفات اصبحت الآن في كل مكان وموقع ولم تعد ميزة مكتبية أو اجتماعية ، فإن هذا التعبير شائع حتى يومنا هذا ، و ساعتنا هذه ، ليس الأمر هو (المكيفات الباردة) وإنما الحضور الذهني والوعى بما نكتب..
تطورت المكيفات من مجرد أداة على نافذة عام 1932م ، إلى تقنية متطورة وسهلة الاستخدام وثرية الفائدة للبشرية ، في يومنا ، بينما لا زال البعض في ذات (دائرة التكلس) ، ويظن أن القرار تحت المكيفات الباردة مشكلة ، ومنقصة ، بينما هى في حقيقة الأمر دافع للتركيز والفاعلية..
اللجوء لإستخدام عبارات مستهلكة هو نتاج لغياب الثراء المعرفي والاطلاع والقراءة وتوسيع المصادر ، واكتساب مهارة جديدة ، والركون إلى قديم تجاوزه الزمن..
اعيدوا برمجة عقولكم..
ألست محقاً..
حاربوا طلس (الأكليشيهات الجامدة)..