✍ أحلام محمد الفكي : مولد النور ؛ وقفات وعبر لا مجرد إحتفالات

المولد النبوي الشريف ليس مجرد يوم نُعلّق فيه الزينة ونردد فيه الأناشيد، بل هو مناسبة عظيمة تدعونا إلى وقفة تأمل عميقة مع سيرة نبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم. إنها فرصة لنغوص في بحر حياته العطرة ونستلهم منها الدروس التي أضاءت طريق البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الهداية.
إن احتفالنا الحقيقي بنبينا ليس بالمظاهر الخارجية والطقوس العابرة، بل هو تجديد للعهد مع رسالته الخالدة. رسالة قامت على الوحدة والرحمة والعدل، ونبذ كل ما يؤدي إلى الفرقة. لقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعًا متماسكًا قائمًا على المحبة والتعاون، بينما نرى اليوم واقع الأمة الإسلامية يعاني من التشرذم والخلافات التي أدت إلى ضعفها وجعلتها عرضة للعديد من الأزمات والمحن.
في هذا الزمن الذي تكثر فيه الحروب والأزمات، نحن بأمس الحاجة للعودة إلى مبادئ نبينا السمحة التي تجمع ولا تفرق، وتبني ولا تهدم. إن أعظم تكريم لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو أن نجسد رسالته في حياتنا اليومية، وأن نترجمها إلى صدق في التعامل، ورحمة بالضعفاء، ونصرة للمظلومين. فالمولد النبوي فرصة لنعيد إحياء هذه المعاني في نفوسنا.
لنجعل من ذكرى المولد النبوي فرصة لتجديد الإيمان، وإعادة لمّ الشمل، ونشر قيم المحبة والسلام بين الناس. هكذا يكون الاحتفال صادقًا وعميقًا، وهكذا نكون أوفياء لرسالة خير الأنام.