✍ بدر الدين الباشا : صقور الجديان ؛ معجزة الشأن وسط نيران الحرب
فرض منتخبنا الوطني لكرة القدم صقور الجديان نفسه واسمه في بطولة الشان بقوة، فأدخل الفرحة والبسمة في نفوسنا، وتأهل إلى الدور نصف النهائي على حساب منتخب محاربي الصحراء الجزائر، ليضرب موعدا مع واحد من أقوى المنتخبات الإفريقية وهو مدغشقر.
لقد لفت صقور الجديان الأنظار، وتركوا بصمة وأثرا كبيرا، وأصبح لهم قيمة ومكانة بين الكبار المتأهلين إلى المربع الذهبي: المغرب ومدغشقر. من كان يتوقع أن يظهر منتخبنا بهذا المستوى المشرف ويحقق قفزة حقيقية في بطولة الشان، بينما بلدنا الحبيب يعيش في عز الحرب والدمار والفتن، والوطن ينزف دما؟
ورغم هذه الظروف القاسية، يتقدم منتخبنا في البطولة وهو الأقل استعدادا وتجهيزا، ولا يملك لاعبوه إلا الإيمان بالله وحب الوطن.
بطولة الشان كانت اختبارا حقيقيا لقدرات وإمكانيات لاعبي المنتخب الوطني، ففي كل مباراة يلمع نجم جديد. في مباراة الجزائر برز بشكل مثير الحارس أبوجـا، بينما أربكت إصابة صلاح عادل حسابات المنتخب، وإخراج عبد الرؤوف الاضطراري، إضافة إلى خطورة ومشاكسة موسى كانتي، غيّرت طريقة اللعب وأداء المنتخب، فتحول من السيطرة إلى التراجع.
لكن الساحر كواسي أبيـاه نجح بإشراك إيرنق الذي أحدث توازنا في وسط الملعب، رغم غياب صانع ألعاب حقيقي. صمد لاعبونا أمام سيل هجمات المنتخب الجزائري، ووقفوا بشجاعة حتى النهاية.
إن شاء الله تُتوَّج هذه المسيرة الناصعة بتأهل صقور الجديان إلى النهائي، خاصة بوجود المدرب الساحر أبيـاه الذي خاض أربع مباريات في بطولة الشان دون أي خسارة.
