✍ أحلام محمد الفكي : تحديات كبيرة وآمال عريضة ؛ هل ينهض ”المنصوري” بالثروة الحيوانية في السودان؟

يُعد السودان، بما يملكه من ثروة حيوانية هائلة تُقدّر بأكثر من 100 مليون رأس، بمثابة سلة غذاء إقليمية ينتظرها مستقبل زاهر. هذه الثروة، التي تتألف من الأبقار والأغنام والماعز والإبل، ليست مجرد أرقام على الورق، بل هي شريان حياة للاقتصاد السوداني، ومصدر رزق لملايين الأسر، ورافد أساسي لتوفير الأمن الغذائي.
وفي ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان، ومع التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، يأتي تعيين الدكتور المنصوري وزيراً للثروة الحيوانية، ليزيد الآمال في أن يكون هذا القطاع العملاق بوابة للخروج من الأزمة. فالرجل، الذي يملك خبرة واسعة في هذا المجال، ليس اسماً عابراً؛ بل هو مؤسس شركة الروابي للألبان في الإمارات العربية المتحدة، والتي أصبحت اليوم منارة إقليمية في صناعة الألبان. خبرة المنصوري في تطوير قطاع الأغذية والألبان في المنطقة العربية تجعله الرجل المناسب للمرحلة الحالية، وتؤكد أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة حتمية.
آمال وتحديات: مهمة ليست سهلة
يواجه الوزير الجديد مهمة ليست بالسهلة، بل هي محفوفة بالعقبات التي تتطلب جهداً استثنائياً. في ظل ظروف الحرب والوضع الاقتصادي المتدهور، يبرز السؤال: كيف يمكن لوزير أن يُحدث فرقاً حقيقياً في قطاع حيوي بهذا الحجم؟
التحديات التي تواجه المنصوري:
تطوير البنية التحتية: يحتاج قطاع الثروة الحيوانية إلى بنية تحتية قوية تشمل المسالخ الحديثة، ومراكز تجميع الألبان، ومراكز التحصين، وشبكة طرق تسهّل نقل المواشي.
تنمية الكوادر البشرية:
لا يمكن تحقيق أي تطور دون الاستثمار في العنصر البشري من خلال تدريب الأطباء البيطريين والفنيين والمربين على أحدث التقنيات.
مكافحة الأمراض: تُعد أمراض المواشي تهديداً دائماً للثروة الحيوانية، لذا فإن وضع استراتيجيات فعالة لمكافحتها والوقاية منها أمر بالغ الأهمية.
الاستفادة من التكنولوجيا: يمكن أن تلعب التكنولوجيا الحديثة دوراً محورياً في تحسين الإنتاجية، من خلال استخدام أنظمة تتبع المواشي والرقابة على جودتها، بالإضافة إلى تطوير سلالات محسّنة.
ان تجربة "الروابي": درس عملي للنجاح.
وإن ما يميز تجربة المنصوري هو أنه لم يأت من فراغ، بل هو نتاج رحلة نجاح عملية. ويمكن أن تكون قصة "الروابي" مثالاً يحتذى به في السودان.
ان الآمال معقودة على الوزير الجديد لتطبيق هذه التجارب الناجحة، ليس فقط في قطاع الألبان، بل في جميع جوانب الثروة الحيوانية. فالسودان يملك كل المقومات اللازمة ليصبح رائداً في هذا القطاع. والسؤال الآن ليس فقط ماذا سيفعل المنصوري، بل هل سيتمكن من تحقيق نقلة نوعية في ظل كل التحديات؟ هل ستكون خبرته هي المفتاح الذي يفتح أبواب الازدهار لثروة السودان الحيوانية؟
نتمنى أن يستطيع تحقيق نهضة حقيقية فى هذا القطاع الحيوى.