✍ أحلام محمد الفكي : نحو فجر جديد ؛ الجزيرة تقود المعركة القادمة للبناء والإعمار

في لحظة تاريخية فارقة، تقف ولاية الجزيرة اليوم شاهدًا على صمود أسطوري وتضحيات جسام، لتؤكد أن الإرادة الشعبية هي الدرع الحقيقي في مواجهة العابثين بأمن الوطن. من قلب بركات، مقر مشروع الجزيرة العظيم، يبعث الفريق أول مالك عقار أير، نائب رئيس مجلس السيادة، برسالة واضحة وقوية، تحمل في طياتها الأمل والبشارة بغد مشرق.
لقد كانت كلمات عقار كالسهم الذي يخترق اليأس، ليؤكد أن المعركة ضد المليشيات المتمردة قد أوشكت على نهايتها. هذه ليست مجرد نهاية فصل من فصول القتال، بل هي بداية ملحمة جديدة، معركتها الحقيقية ليست بالرصاص، بل بالمعول والمحراث والقلم. معركة الإعمار والتنمية والمصالحات المجتمعية.
لقد أشاد عقار بوقفة أهل الجزيرة الشجاعة، تلك الوقفة التي أثبتت أن هذه الأرض الطيبة لا تلد إلا الأبطال. إن صمودكم ليس مجرد مقاومة، بل هو إعلان عن هويتكم الحقيقية، هوية الإنتاج والعطاء والوفاء.
لا مكان للمرتزقة
في موقف حاسم، أكد عقار أنه لا مكان للمرتزقة في أجهزة الدولة، في رسالة لا لبس فيها تؤكد أن بناء الدولة الجديدة سيقوم على أسس راسخة من الكفاءة والوطنية. لا مكان لمن يتاجرون بالوطن، فالمستقبل للذين يبنونه بعرقهم وجهدهم.
الجزيرة: عودة إلى الريادة
لقد راهن عقار على عودة الجزيرة، هذه المنطقة التي كانت في يوم من الأيام سلة غذاء السودان، إلى سابق عهدها. راهن على أن تعود قاطرة الصناعة والزراعة، وأن تنهض من كبوتها في مجالات الصحة والتعليم، بفضل عزيمة أبنائها المخلصين وحرص الحكومة على تذليل كل العقبات.
هذا الوعد بمناقشة مشاكل الولاية على أعلى مستوى في مجلس السيادة ليس مجرد كلام عابر، بل هو التزام حقيقي يبعث الطمأنينة في القلوب.
المرحلة القادمة تحمل في طياتها بشائر الخير التي نترقبها جميعًا بلهفة. إنها مرحلة البناء، إعادة اللحمة الاجتماعية، وتجاوز آثار الحرب. إنها مرحلة تعود فيها الحياة إلى طبيعتها، وتعود فيها الأرض لتجود بخيراتها، وتعود فيها الأحلام لترتسم على وجوه الأجيال الجديدة.
فليكن صوت الحق والإعمار هو الأعلى، ولتكن إرادة الشعب هي الموجهة، ولتنطلق الجزيرة نحو فجرها الجديد، فجر البناء والنهضة.