✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ د. عصام بطران وواقع جديد للخرطوم

في لحظات التحول التاريخي التي تمر بها الخرطوم، بعد حرب الكرامة ياتي تعين الصديق العزيز دكتور عصام بطران امينا عاما للتخطيط الاستراتيجي في ولاية الخرطوم وهو من الشخصيات الوطنية التي تحمل رؤية واضحة للمستقبل، وهو الذي ظل يطرح أفكاراً علميه ومنهجيه عبر عموده استراتيجيات تلامس الواقع واستراتيجية تتجاوز مجرد إدارة الأزمة إلى بناء واقع جديد فالمسألة لم تعد مجرد إعادة إعمار لما تهدم، بل هي فرصة لإعادة صياغة الخرطوم وفق تخطيط استراتيجي حديث يليق بعاصمة السودان.
وعليه ان ينطلق من قناعة راسخة بأن الخرطوم ليست فقط مدينة سياسية، بل هي مركز حضاري وثقافي واقتصادي، ولا بد أن تُدار بعقلية استراتيجية. رؤيته تقوم على أن الخرطوم الجديدة يجب أن تُبنى على
التخطيط العمراني الحديث الذي يضع الإنسان في قلب العملية التنموية.
والعدالة في توزيع الخدمات لضمان وصول الكهرباء والمياه والصحة والتعليم لكل الأحياء.
وإعادة تعريف الأمن ليشمل البعد الاجتماعي والاستقرار المجتمعي بجانب البعد العسكري.
وجذب الاستثمارات عبر مشاريع مدروسة تجعل الخرطوم مركزاً اقتصادياً إقليمياً.
لقد عانت الخرطوم لسنوات من العشوائية، سواء في التوسع العمراني أو في الخدمات، مما جعلها مدينة مثقلة بالأزمات المرورية والبيئية والاجتماعية. ومع الحرب الأخيرة تضاعفت التحديات، لتصبح الحاجة إلى رؤية جديدة أمراً لا يقبل التأجيل. وهنا ياتي طرح جديد ليؤكد أن الأزمة قد تفتح باب الفرصة: إعادة بناء الخرطوم بعقلية مختلفة، تضع المستقبل في الحسبان.
نريد ان تتميز فترته بعقليه استراتيجية يعمل من خلالها الي إشراك المواطن في صياغة القرارات. فالمجتمع ليس متلقياً للتغيير، بل صانع له. وهذا البعد يجعل من التخطيط الاستراتيجي عملية جماعية، يشعر فيها المواطن أن الخرطوم مدينته، وأن الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة.
إن الحديث عن د. عصام بطران وواقعه الجديد للخرطوم ليس مجرد إشادة بشخصية فكرية، بل هو استدعاء لرؤية وطنية يمكن أن تكون نواة لإعادة بناء العاصمة. الخرطوم اليوم أمام خيارين إما أن تبقى أسيرة أخطاء الماضي، أو أن تنطلق برؤية جديدة تُعيد لها مجدها ودورها كقلب نابض للسودان. وما يطرحه بطران يمثل دعوة جادة للانتقال من إدارة الأزمة إلى صناعة المستقبل. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل