رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الإثنين 2025/9/8م ✍ رمضان محجوب : قيادات المقاومة بالشمالية المترجلة ؛ فمن كان منكم أكثر عطاءاً ومن كان منكم أطول يدا..؟! صحة الخرطوم : مجهودات مكثفة لرفع جودة الخدمة بمركز علاج حمى الضنك وتدريب الكوادر ✍ حسن إسماعيل : مؤانسات مع السفير الأمريكي الجديد ✍ أحلام محمد الفكي : قرع الأمل في الخرطوم : عام دراسي جديد ينبض بالحياة والي الخرطوم يتفقد العمل بشارع المطار تزامناً مع تأهيل المطار وإفتتاحه قريباً والي الخرطوم يرحب بعودة منظمات الأمم المتحدة للخرطوم ✍ محجوب فضل بدري : الجهدية والجاهزية وتغطية الشمس بالغربال ✍ يوسف عبد المنان : خارج النص ؛ معركة أم سيالة والي نهر النيل يعلن عن قيام مدينة لشهداء حرب الكرامة وإعفاء أبنائهم من الرسوم الدراسية برئاسة وزير الصحة وحضور وزير الثروة الحيوانية المجلس القومي للأدوية والسموم بوزارة الصحة يعقد اجتماعه الثاني للعام 2025م ✍ أم وضاح : الوطن بخير طالما جيشنا بخير

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ إتحدوا قبل أن نبكي على الوطن

من خلال المشاركة في عدد من القروبات اصاب بخيبه امل في الاصلاح لان النقاشات تنفر لاتجمع تبعد لاتوحد تنتقد لاتصلح تسلب حق الآخرين في التعبير كاننا لم نتعلم من الحرب اي شي واتسال متي نتحد لبناء السودان في لحظات الأزمات الكبرى، يصبح الوطن كالأم التي تستغيث بأبنائها، تحتاجهم جميعًا بلا استثناء، لا ليتخاصموا ويتنازعوا، بل ليتحدوا حولها ويحموها من الانهيار. السودان اليوم يقف على مفترق طرق؛ إما أن نرتقي بوعينا ونضع خلافاتنا خلف ظهورنا، أو نترك أنفسنا للأطماع والصراعات حتى نصحو يومًا على وطنٍ فقدناه بأيدينا.

إن الوحدة ليست خيارًا ثانويًا، بل هي ضرورة وجودية. فالأعداء لا يطمعون إلا في وطنٍ منقسم، ولا تتسع الفجوات إلا حينما يبتعد بعضنا عن بعض. ولنا في التاريخ عبرة؛ لم تنتصر الشعوب إلا حين اجتمعت كلمتها وتوحدت صفوفها، ولم تنهزم إلا حين انشغلت بخلافاتها الصغيرة على حساب قضيتها الكبرى.

الاتحاد لا يعني إلغاء الاختلاف، بل يعني إدارة التنوع بروح المسؤولية الوطنية، حيث يكون الولاء الأول للسودان، لا للقبيلة ولا للحزب ولا للفرد. إن التحديات التي تواجهنا من دمار الحرب وتشتت الشعب وانهيار البنية التحتية، كلها لا تُحل إلا إذا توحدنا وواجهناها معًا.

الوطن ليس مجرد قطعة أرض نعيش فوقها، بل هو تاريخ وهوية وذاكرة مشتركة تحملنا جميعًا. السودان اليوم ينزف، وأصوات البكاء تعلو من كل بيت، لكن البكاء وحده لا يعيد الأوطان ولا يوقف نزيفها. ما يعيد السودان إلى مكانته هو الاتحاد، هو أن نصحو من غفلتنا قبل أن نصبح غرباء في أرضنا.

لقد علمنا التاريخ أن الانقسام هو أقصر الطرق للانهيار، وأن التشرذم لا يفتح إلا أبواب الأطماع. من المستفيد من ضعفنا غير من يتربصون بثرواتنا ووحدتنا؟ ومن الذي يدفع الثمن في النهاية غير المواطن البسيط الذي فقد الأمن، والسكن، والغذاء، والدواء؟

الاتحاد لا يعني أن نتشابه، بل أن نحترم اختلافاتنا ونديرها بعقلانية، أن نضع الوطن فوق القبيلة، وفوق الحزب، وفوق المصالح الشخصية الضيقة. فالوطن أكبر من الجميع، ولن يحفظه إلا الجميع.

إن دماء الشهداء وصبر النازحين ودموع الأمهات أمانة في أعناقنا، وهذه الأمانة لن نصونها إلا إذا توحدنا. فليكن صراعنا الوحيد هو صراع من أجل البناء، من أجل نهضة السودان، لا صراع كراسي ولا مطامع شخصية.

يا أبناء السودان، إن لم نتحد اليوم فسنُجبر غدًا على البكاء على وطنٍ ضاع منا. فلنرفع شعارنا عاليًا

"اتحدوا قبل أن نبكي على الوطن، فالوقت لم يعد يحتمل الانتظار". ولنجعل سودان مابعد الحرب اقوي واجمل