لجنة العودة للخرطوم .. جرد حساب…!! تقرير : محمد جمال قندول

يستمر الحراك بالعاصمة هذه الأيام في إطار تجهيزها وهي تتهيأ وتستقبل أعدادًا كبيرة من المواطنين يوميًا.
لجنة تهيئة البيئة برئاسة عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق إبراهيم جابر ووالي الخرطوم أحمد حمزة وأعضاء اللجنة المعنية بترتيب الخدمات تعقد اجتماعاتها بشكل مكثف، كما أن الوزراء الاتحاديين يجوبون الولاية كل في إطار عمله، فيما يشكل أمين مجلس السيادة الفريق الغالي حضورًا لافتًا في خضم النشاط الرسمي الذي انتظم بالخرطوم.
موجهات
وراجعت اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم برئاسة الفريق إبراهيم جابر تقارير اللجان أمس، وأصدرت عددًا من الموجهات والقرارات خلال اجتماعها أمس (السبت)، وذلك بحضور وزراء الدفاع والداخلية ووالي الخرطوم ووزير الطاقة والنفط.
الاجتماع ضم إلى جانب أعضاء اللجنة العليا أعضاء لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولجانها الفرعية. وتم استعراض الجهود التي تمت في ملف المياه عبر تشغيل (10) محطات من جملة (13) محطة نيلية، فيما تبقت فقط محطات بري وتوتي، كما تم معالجة استقرار الكهرباء بمحطة الشجرة، فيما جرى عمل واسع في تشغيل محطات إعادة الضخ وتنتظر الهيئة دخول التيار الكهربائي لمحطات المنطقة الصناعية بحري والحلفايا، كما جرى خلال الاجتماع الاستماع إلى تقرير لجنة الجسور والطرق والمجهودات التي بذلت لصيانة الكباري على الطرق والتقييم الذي يجري بواسطة الشركة المصرية لتقييم الأضرار في كبري شمبات وكذلك، تم استعراض لجان الإعلام والشباب والرياضة ولجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة.
وفي سياق اخر استقبل أعضاء مجلس السيادة، الفريق أول ركن ياسر العطا، والفريق مهندس بحري إبراهيم جابر، ود. سلمى عبدالجبار امس السبت أعضاء اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم حيث تم استعراض ما تم إنجازه حتى الآن.
صحة البيئة
وحول جهود اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، تحدث الكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي إبراهيم شقلاوي عن أبعاد هذه الخطوة، مشيدًا بالمبادرة التي يقودها الفريق ركن مهندس إبراهيم جابر، وواصفًا إياها بأنها “خطوة استراتيجية جاءت في توقيت دقيق يتطلب قرارات مدروسة واستجابات سريعة”.
وفي جانبٍ من حديثه، قال شقلاوي إن الجهود الفنية والإدارية المبذولة – خاصة في مجال المياه والكهرباء وصيانة الجسور – تُعد تطورًا مهمًا، وتعكس تنسيقًا جيدًا بين الجهات المعنية. وأشار إلى أن تشغيل 10 من أصل 13 محطة نيلية يمثل تقدمًا ملحوظًا، لكنه حذر من الركون إلى الإنجاز الجزئي دون النظر إلى الاستدامة والجاهزية الكاملة للبنية التحتية.
ومن ناحية أخرى، لفت شقلاوي النظر إلى أن عودة المواطنين تتطلب بالضرورة النظر في ملف صحة البيئة، مشيرًا إلى أن موسم الأمطار الحالي يشكل تحديًا كبيرًا، بسبب احتمالات تلوث المياه، وتراكم النفايات، وانتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، في ظل ضعف خدمات الصرف الصحي والتصريف.
وأكد أن أي تهاون في هذه الجوانب قد يُعرض العائدين لأزمات صحية خطيرة، ويقوّض ثقة المجتمع في العملية برمتها.
وفي سياق متصل، شدد شقلاوي على ضرورة تفعيل دور المجتمع، ممثلًا في الأفراد، ولجان الأحياء، والمنظمات الطوعية، قائلاً إن تهيئة البيئة ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل تتطلب شراكة مجتمعية حقيقية، من خلال مبادرات أهلية، وحملات نظافة، ودعم لوجستي للمناطق العائدة، وتقديم العون الإنساني للشرائح الضعيفة كما دعا المنظمات العاملة في المجال الصحي والبيئي إلى التدخل الوقائي المبكر، بالتنسيق مع الجهات الرسمية، لتقليل مخاطر الكوارث البيئية والصحية المحتملة.
وفي هذا السياق، أكد محدّثي أن الإعلام بدوره يجب أن يكون شريكًا فاعلًا في هذه المرحلة، لا مجرد ناقل للخبر، بل صانعًا للوعي الجماعي، من خلال التثقيف المجتمعي، والتصدي للشائعات، وتعزيز ثقافة المشاركة، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة والاحتياجات القائمة على حد سواء، مشيرًا إلى أن الإعلام التنموي هو أحد أهم أدوات بناء الثقة بين الدولة والمواطن، وهو عنصر أساسي في دعم الاستقرار وإعادة الإعمار.
واختتم د. إبراهيم حديثه قائلاً: إن العودة ليست مجرد حدث سياسي أو قرار إداري، بل هي عملية شاملة ذات أبعاد إنسانية، خدمية، بيئية، وإعلامية، تحتاج إلى إرادة سياسية، واستجابة مؤسسية، ومشاركة مجتمعية نشطة. وإن الإعلام والمجتمع المدني معًا هما العمود الفقري لإنجاح هذه العملية في بعدها التنموي والوطني.