✍ أحلام محمد الفكي : وقفات على أعتاب قرن مضطرب

هل نحن على وشك نهاية العالم أم بداية إمتحان جديد؟
منذ فجر هذا القرن الجديد، بدأت عجلة العالم تدور بسرعة جنونية لكن ليس نحو التقدم والازدهار فقط، بل نحو مسار غريب ومليء بالمصائب التي تُنذر بالكثير. هل تساءلت يومًا وأنت تتابع الأخبار المتسارعة: هل ما يحدث أمر طبيعي؟
ننظر حولنا فنجد أن المشهد العالمي يزداد قتامةً وتعقيدًا. الحروب تتفشى بلا رحمة، مبيدةً شعوبًا بأكملها ومحوِّلةً مدنًا إلى أطلال. فيضانات عارمة تبتلع الأخضر واليابس، وزلازل عنيفة تهزّ الأرض تحت أقدامنا، وحرائق لا تعرف الشبع تلتهم الغابات، ناهيك عن الأوبئة والأمراض التي تظهر فجأةً لتُنهي حياة الآلاف.
هذه الكوارث لا تأتي منفردة، بل تتوالى الواحدة تلو الأخرى، كأنها رسائل متتابعة تدعونا إلى التوقف والتأمل. إنها ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي دعوة للتفكير بعمق.
فهل كل هذه المصائب مجرد صدفة؟
إنها وقفة إجبارية أمام مرآة العالم، التي تعكس لنا صورة صادمة لواقعٍ تفشى فيه الظلم بشكل لا يوصف، واختلّت فيه الموازين.
هل ما نشهده هو علامة من علامات الساعة الكبرى التي أخبرتنا بها الكتب السماوية؟ أم هو امتحان للبشرية لتعود إلى رشدها وتُراجع حساباتها؟
بصرف النظر عن الإجابة، هذه الأحداث ليست سوى دروس قاسية لابد أن نتعلم منها.
إنها فرصة لنا لمراجعة أنفسنا، والبحث عن إجابات داخلنا، والتساؤل: ماذا فعلنا لِنصل إلى هذه المرحلة؟
إن توالي هذه المصائب ليس نهاية الطريق، بل هو بداية جديدة للوعي واليقظة. فكل كارثة هي دعوة للعودة إلى الفطرة الإنسانية، وإلى القيم التي نسيناها.
لعل هذا الامتحان هو فرصتنا الأخيرة لإعادة بناء عالمنا على أسس من العدل والرحمة والسلام، قبل أن نفقد كل شيء.