✍ راشد عبد الرحيم : إشارات ؛ الهدنة خيانة
المجازر التي إرتكبها الدعم السريع والدماء التي أسالها في الفاشر بين مستشفياتها وبيوتها ومدارسها وشوارعها كانت أكبر من أن تخفي او أن يتم تجاوزها .
وقائع أكدت صدق ما كان يقوله السودان عن شراسة وعدوانية وبطش هذا التمرد الذي تجاوز كل القيم الإنسانية وأبان عن وحشية ما كان العالم ليصدقها لو لا أن رآها وشاهدها وعايشها .
تحول العالم بين يوم وليلة إلي أنشودة تعزف لحن التضامن مع السودان وشعبه الذي تعرض ويتعرض لأسواء أنواع البطش .
لوحة تجد فيها كل الدنيا من لاعبي كرة القدم من أمبابي إلي محمد صلاح وإلي الأندية الكبري حتي التي يملكها من يغذي بماله هذا العدو وفي سويعات إحتل السودانيون موقع مانشستر سيتي صاحب الأرقام المليونية من المتابعين .
لم يتخلف عن دعم السودان والوقوف مع ضحايا الفاشر المنطمات الدولية مثل مراسلون بلا حدود .
كاد العالم أن ينسي الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلتون والذي لم ينس أن يكون مع أحرار العالم في موقف تضامني فريد .
كثير من القوي المتربصة سواء المحلية أو الدولية تسارع بإفتعال مواقف أو أفعال تصرف بها كل مساند للسودان .
ما حدث في الفاشر وما أعقبه من التضامن العفوي مع بلادنا سينسف كل محاولة لتكبيلها وجرها إلي الوراء .
لن يخذل الشعب السوداني العالم الذي وقف معه بالنكوص عن الطريق الواضح والذي لا يقبل غير أن نتمسك برفض كل المعتدين من حملوا السلاح وقتلوا مباشرة ومن ساندوهم بمختلف الأشكال .
هدنة مع الدعم السريع ستعني خطوة في طريق الإعتراف به قوة سياسية وليست قوة معادية باطشة تستحق العقاب وليس الجلوس معه في طاولة مهما كانت المبررات والأسباب .
ليست الفاشر وحدها التي بينت حقيقة التمرد التي عايشها أهلنا في سنار وسنجة والجزيرة والخرطوم .
أدرك السودان كله منذ أن نشبت الحرب وأدرك معه العالم بعد الفاشر أن التمرد الذي نواجهه غير قابل للتعايش فهو مشروع إجتثاث وإحلال يريد أن يطرد أهل الخرطوم ويسكن بيوتها أو تسكنها القطط كما قال زعيمهم .
إنهم يقتلون أهلنا في الفاشر لأنهم يريدونها مدينة خالية من أهلها هم من يسكنها ومن بقي من أهلها يستعبدونهم .
الهدنة والتفاوض هي خيانة لكل شهداء الفاشر وضحايا ود نورة وأرامل الجزيرة وسنار وسنجة والحاج يوسف وبحري .
الهدنة خيانة لمن دهسوا رؤوسهم بالسيارات و لمن دفنوهم أحياء و لمن أغتصبوا زوجاتهم أمامهم
الهدنة خيانة لكل الأحرار الذين وقفوا ولا يزالون يقفون مع السودان في كل العالم .


