✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ أبقراط يا مروة!!

منذ إندلاع الحرب اللعينة وإستهداف المليشيا المتمردة للمستشفيات والمرافق الصحية بطريقة ممنهجة لم تتبقى في ولاية الخرطوم إلا مستشفى النو بمحلية كرري، وللتاريخ نقولها ظلت هذه المستشفى تقدم خدماتها للجميع دون توقف وقد ضرب العاملين وبها وحتى المتعاونون المثل الأعظم في التفاني ولم تتوقف خدماتها رغم إستهدافها بالقصف بالدانات بصورة يومية، ووجدوا الإشادة والإحترام من الجميع وظلت على هذا الحال وقدمت الكثير في زمن تفشي الأوبئة والأمراض حتى أنني في جلسة كانت هي محور الحديث أن نطلق عليها (نو الكرامة) فما قدمه العاملين بها لا يقل عن ما قدمه جنودنا البواسل في ميادين القتال.
ولكن إستفزني الموقف الحزين والذي روته أختنا و زميلتنا الأساتذة هويدة حمزة في مقال أبكي كل من إطلع عليه وقالت إنها كانت تحمل والدتها التي كانت تصارع الموت وحياتها في جلسة غسيل كلى تعيد لها هدوء تنفسها ولكن من كانت تجلس في مركز غسيل الكلى رغم إنها دكتورة لكنها تمسكت بزمن عملها ورفضت إستلامها وإسعافها ولم تنفع معها كل التوسلات ولكم أن تتخيلوا حالة أهل المريض وهم مابين أم تلفظ أنفاسها ومابين طبيبة ترفض معالجتها أو حتى النظر اليها.. سادتى لو كنت مكان الدكتورة لكنت تذكرت أولا قسمي وثانيا درس (الكوبيشن) وحالته النفسية وقبل ذلك كنت تذكرت إنسانيتي بل تذكرت مجاهدات زملائي وهم يتركون كل شيء ورائهم ليعالجوا المرضى حتى أصبحت النو منارة العلاج الأولى في ولاية الخرطوم كلها، صدقوني سادتى اذا كانت الطبيبة إستقبلت الحالة بطريقة الأطباء العادية كان أفضل لها والمستشفى ومهما حدث حتى وإن تعرضت للإسفزار منهم كان عليها أن تستجيب لوزيرها وأن تحفظ له مكانته أو أن تشرح له الوضع لأنه طبيب وسيتفهم، أما أن تتحدث معه ثم ترمي بطلبه عرض الحائط فهذا موقف له ما بعده.
المهم سادتى أظنكم تتفقون معي أن الأمر يحتاج لوقفه جريئة تضع النقاط على الحروف وترد الحقوق لذوي المتوفية عليها الرحمة وتحفظ للمستشفى بريقها الذي إستحقته بجدارة.