✍ الهندي عزالدين : التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار رقم (20) العائدين إلى السودان .. أرض الانتصارات ومعقل الجيش الأسطوري الذي سحق جيوش الجنجويد.
~ كان مشهداً مهيباً ، 1400 سوداني وسودانية .. شيوخ ونساء وشباب وأطفال يحملون أمتعتهم كما يحملون الأمل ، يسرعون الخطى من القطار إلى البصات التي ستقلهم إلى المعبر ، وهناك تنتظرهم بصات أخرى جاهزة لتقلهم إلى مدن السودان المختلفة و(كلو مجاناً حتى الوجبات من منظومة الصناعات).
~ يا لعظمة الجيش السوداني الكاسر ، ويا لعظمة منظومته للصناعات الدفاعية التي كما وفرت السلاح والذخيرة لعملية العبور الكبير من جبل موية وسنجة والدندر إلى الجزيرة والخرطوم وأم روابة وبارا ، تُوفِر اليوم القطارات والبصات لشعب السودان الصابر الجريح الذي شرّده مجرمو الصحراء فلاذ بالمنافي.
~ في زحمة الركاب ، اقترب مني بحياء وأدب شاب عشريني ، قال إنه مهندس حديث التخرج ، تحدث لي بصوت متهدج متأثر : ( والله يا أستاذ .. أنا بس عاوز أشكركم على وقفتكم دي .. لأول مرة أحس بأن عندنا حكومة تهتم بشعبها وتحرص على إعادته لوطنه .. لم نكن نشعر بهذا الشعور من قبل) !! أخذتُه من يده وقدمته إلى رئيس لجنة مشروع العودة الطوعية في منظومة الصناعات الدفاعية المهندسة “أميمة عبدالله” وإلى القنصل العام السوداني لمحافظات جنوب مصر السفير “عبدالقادر عبدالله” هذا الدبلوماسي المتمكن الرفيع، كما قدمته إلى زملائي السادة رؤساء التحرير وقادة الصحف السودانية ، ليسمعوا صوت الشعب الواعي الذي عرف وأدرك صليحه من عدوه ، ولكن بعد تجربة قاسية جداً والحمد لله على ما أراد.
~ و من خلف هذا الشاب ، جاءني صوت رجل ستيني ???? يا أستاذ .. بالله نحنا تاني ما عايزين أحزاب .. عسكرية صارمة بس .. كفانا ضياع) !!
~ سنستقبل بعد ساعات (فجر الأربعاء) بحضور القنصل العام السوداني ولواء شرطة مساعد وزير الداخلية المصري في أسوان ، قطاراً آخر يحمل الرقم (21) وفي جوفه 1500 مواطن سوداني قادمين من القاهرة عائدين إلى بلادهم (شد حيلك يا وزير الصحة .. شد حيلك يا وزير الطاقة .. يا كهرباء يا مياه).
~ حتى الآن عاد إلى السودان الحبيب أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة على قطارات وبصات منظومة الصناعات الدفاعية. وعاد أكثر من 400 ألف مواطن ومواطنة منذ بداية مبادرات العودة الطوعية المختلفة.
~ التحية للرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان راعي هذا المشروع العظيم ، ولمدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ركن ميرغني إدريس ، ونائبه اللواء الجيلي أبو شامة.
~ التحية لمصر الشقيقة رئيساً وحكومةً وشعباً التي احتضنت وما بخلت ملايين السودانيين ولم تميّزهم يوماً على أشقائهم المصريين.
~ لا شك أن السودان سيستقبل خلال الفترة المقبلة عشرات الشركات المصرية وآلاف العمال المصريين للمشاركة في مشروعات إعادة إعمار وتنمية السودان المنتصر