✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ إسناد.. إنسانية تتجاوز الحدود

منذ إندلاع الحرب في السودان إنتظم المجتمع السوداني ووقف صفا واحدا للدفاع عن وطن غالي عليهم، حاولوا بشتى الطرق وأعتقد أنهم نحجوا.
سادتي لم تتوقف المبادرات الفردية والجماعية حتى خلقت شراكات رسمية وشعبية بالداخل والخارج، ولما كانت جمهورية مصر العربية هي الملجأ الأساسي لكثير من السودانيين إستقبلتهم أم الدنيا بصدر رحب، ولما طال أمد الحرب دخلت الأسر السودانية في مشكلات كثير مثل الصحة والتعليم والسكن ولاسيما المعيشة خرجت مبادرة تحولت لمنظمة شاملة وهي شمعة أمل سودانية مصرية إختاروا لها اسم (إسناد المتضررين من الحرب) تحت رعاية الجامعة العربية وبراسة رئيس وزراء مصر الأسبق د. مهندس عصام شرف الدين ورئيس مجلس إدارتها د. أميرة الفاضل، تلك المراة التي إعتلت عرش العمل الاجتماعي في السودان وفي كل أفريقيا ونالت شهادة النجاح فيها بجدارة.
سادتي لم تكن إسناد مجرد مبادرة إغاثية عابرة، بل كانت جسرا يربط بين الألم والأمل، بين من فقدوا المأوى والإستقرار، وبين من مدّ إليهم يد العون دون تردد، كانت الملاذ الذي لجأ إليه كثير من السوانيين، بحثًا عن الدعم، عن كلمة طيبة، عن دفءٍ يخفف برد الغربة ووجع الفقد.
منذ تأسيسها، لم تكتفِ إسناد بتقديم المساعدات الغذائية أو الطبية فحسب، بل سعت إلى إعادة بناء الإنسان نفسه، من خلال برامج الدعم النفسي والاجتماعي، والتأهيل الصحي والتعليمي للأطفال والأمهات. وكان آخر
جهودها توقيعها برتوكول تعاون مع جمعية نداء لتأهيل الأطفال وضعاف السمع ومزروعي القوقعة، وهو عمل يفتح أبواب الأمل لعشرات الأسر السودانية التي وجدت نفسها تواجه تحديات الإعاقة التي يصعب على الأسر توفير تكلفتها الباهظة، ولم تكتفي بذلك بل عملت على دعم الأمهات بإقامة ندوة التربية الإيجابية بالتعاون مع منظمة سما ناصر بمنطقة فيصل، وكانت الرسالة واضحة وهي أن بناء الأوطان يبدأ من بناء الأطفال فهم قادة المستقبل وأن الأم القوية الواعية هي أساس كل نهضة.
ربما لا تملك إسناد موارد ضخمة ولا ميزانيات هائلة، لكنها تملك ما هو أثمن؛ قلبًا نابضًا بالخير، وإرادة لا تنكسر.