رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الأحد 2025/10/12م حاكم النيل الأزرق يقف على ترتيبات الجبهة الثانية لإستكمال مسيرة دحر التمرد وتطهير الإقليم من مليشيا دقلو والي النيل الأبيض يتفقد العمل في الخطوط الجديدة للمياه بكوستي الإحتفال بتخريج مستنفري الدفعة الرابعة من معسكرات الكرامة بعبري أثناء زيارته لشرق النيل ؛ والي الخرطوم : الفترة المقبلة ستشهد عملاً ميدانياً مكثفاً بالمحليات لتحسين البيئة والمظهر العام والي الخرطوم يشهد إحتفال المعلمين بيوم المعلم ويوجه بالإسراع في قيام الدورة المدرسية ✍ ضياء الدين بلال : تورّطوا بالأمس واليوم يتزيّنون ببراءةٍ مصطنعة ✍ راشد عبد الرحيم : إشارات ؛ إنفصال دارفور ✍ إبراهيم الصديق علي : مشاهدات الخرطوم (1) بنك السودان ومشروع الجزيرة يبحثان توفير تمويل لمزارعي القمح بالمشروع الموارد المعدنية تسجل أداءً متقدماً من يناير إلى سبتمبر 2025 وتتجه نحو الرقمنة الشاملة وزارة الصحة تدشن المبادرة الوطنية لدعم الصحة

السودان في أسبوع إبادة المدنيين في الفاشر وصمة عار على الجبين الدولي

تعيش مدينة الفاشر هذه الأيام مأساة متجددة تُعيد إلى الأذهان أوجاع كل السودان في فترة تمدد مليشيا الدعم السريع في مساحة واسعة من ولاياته، لكن ما تواجهه الفاشر الآن أشد قسوة وأكثر تنظيماً.

إستهداف المدنيين العنوان الأبرز

تعمدت مليشيا الدعم السريع خلال الأسبوع الماضي تنفيذ عمليات ممنهجة ضد المدنيين داخل الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، والأسواق والمستشفيات وحنى المساجد، مستخدمة القصف المدفعي والطائرات المسيّرة، ما حول المدينة إلى ساحة مفتوحة للدمار والموت.

حيث استُهدفت أحياء أبو شوك والدرجة الأولى ومعسكرات النازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 53 مدنياً وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، بعضهم سقط داخل منازلهم أو أثناء محاولتهم الفرار. ولم تكد المدينة تلملم جراحها حتى عادت المليشيا لتقصف مأوى للنازحين بطائرات مسيرة، فارتفع عدد الضحايا إلى ما يزيد على 12 قتيلاً في يومين فقط.

كما تحدث شهود عيان عن قصف مدرسة دار الأرقم، حيث احترق عدد من المدنيين داخل الفصول، فيما نُفذت عمليات تصفية جسدية في مركز إيواء مدرسة أبو طالب بحي أبو شوك بعد قصف مدفعي متكرر.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة أن الدعم السريع ارتكب خلال حصار المدينة جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل العمد، والاغتصاب، والتعذيب، والتهجير القسري، إلى جانب تدمير الأسواق والمستشفيات ومصادر المياه، وهي مؤشرات على سياسة واضحة تهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها.

ورغم أن التنديد الدولي ظل يتكرر بصيغته المعتادة، إلا أن التحرك العملي لوقف استهداف المدنيين ما زال غائبا، لتبقى الفاشر شاهدة على واحدة من أبشع فصول الحرب.

حرب الأوبئة القاتلة

في موازاة الحرب العسكرية، يعيش السودان حربا أخرى في مواجهة حمى الضنك والملاريا، خاصة في ولايات الخرطوم، الجزيرة، وكسلا، حيث دشنت السلطات المحلية بالتعاون مع منظمات الصحة حملات مكثفة لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض عبر الرش الضبابي والرش بالمبيدات في الأحياء والمناطق المكتظة بالنازحين، وتواصل تكثيف هذه الحملات لمواجهة آثار الفيضان الأخير حتى لا يعود الوضع لما كان عليه قبل تحقيق تقدم ملموس في مناطق عديد نتيجة الاستجابة الواسعة من المواطنين والمتطوعين في هذه الحملات.

وأكدت وزارة الصحة أن الجهود الحالية تتركز على توفير الأدوية والمحاليل الوريدية للمراكز الصحية.

المشهد السوداني العام بين ألم وأمل..

في الجانب السياسي، ما تزال الجهود الدولية الرامية لإحياء عملية السلام ووقف الحرب في السودان متعثرة، في ظل محاولات غربية لفرض وقف لإطلاق النار سعيا لتحقيق مكاسب شخصية تسعى لنيل جائزة نوبل للسلام وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحة بعد فرضه لاتفاق وقف الحرب في غزة، ويخشى السودانيين من فرض حلول لا تفضي لسلام دائم او تضع نهاية لحروب أنهكت البلاد لعقود خلت.

وفي الجانب الاقتصادي، عمق تدهور قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية من تزايدت الأزمات في الوقود والنقل وكذلك في إرتفاع

أسعار السلع الأسياسية والخدمات.

أما في القطاع الزراعي، فتستمر جهود وزارة الزراعة والري لإنجاح الموسم الشتوي رغم الأضرار الواسعة التي خلفتها الفيضانات والأمطار الغزيرة الأخيرة.

وعلى الصعيد الإنساني، واصلت قوافل الإغاثة الدولية دخولها عبر ميناء بورتسودان، حاملة مساعدات غذائية وطبية للنازحين في ولايات دارفور وكردفان، وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من تدهور الوضع المعيشي في المناطق التي لا زالت تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع أو تلك التي تحاصرها.

ختاما.. وبين نيران الفاشر التي حرقت الأبرياء وأوبئة المدن وأزمات المعيشة، يمضي السودان في أسبوعٍ آخر من المعاناة.

ومع أن التصدي والمواجهة تتجدد كل يوم، تبقى إرادة الحياة لدى السودانيين أقوى من كل ما يحيط بهم، إرادة تُقاوم بالصبر وقوة العزيمة، في انتظار فجرٍ تصحو فيه البلاد على صوت الفرح بانصلاح الحال وتحقق الاستقرار.