✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ علاقة السودان بمصر تتجاوز لغة الدبلوماسية
إنتشرت في الايام الماضية العديد من المقالات عن مصر وتبينت الاراء كل يكتب بفهمه للعلاقه وبمعلومات قد تكون في بعض الاوقات بعيده عن ارض الواقع ومنها العاطفه تجاه الوطن واخري اغراض سياسية غير مؤثقه وتاره نتيجه ردود افعال لاحداث قد تكون شخصية او عامه َواخرين يتصيدون الأخطاء للوقيعه بين البلدين وقد كتبت عدد من المقالات عن العلاقات السودانيه المصرية عبر عمود (همسة وطنيه) منها مقال( الفهم العميق للعلاقه مع مصر) ومقال اخر بعنوان( ازليه العلاقات السودانيه المصريه) يمكن الرجوع اليهم ليس للقراءه او الإطلاع لكن لمدي ايماننا القاطع بأهمية هذه العلاقة وقد تم نشرها في وقت الحرب لاننا ندرك في (وقت الشده) أهمية (العمق الاستراتيجي لمصر تجاه السودان) ولان علاقة السودان بمصر ليست كأي علاقة بين دولتين جارتين، بل هي( علاقة تتجاوز حدود الدبلوماسية) وبروتوكولات اللقاءات الرسمية. (إنها علاقة وجدان ومصير مشترك) ، صاغتها الجغرافيا ووحدها التاريخ، وباركها نهر النيل الذي يربط بين الشعبين برابطة حياة لا تنفصم.
فالعلاقات بين الخرطوم والقاهرة ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، حيث شارك البلدان في (مراحل النضال ضد الاستعمار) ، وتعاونا في قضايا التنمية، وتبادلا الأدوار في تحقيق الاستقرار الإقليمي. فحينما تشتد الأزمات، تظل مصر حاضرة بجوار السودان، كما ظل السودان دائمًا يفتح ذراعيه لمصر وشعبها.
هذه العلاقة لا يمكن اختزالها في المصالح السياسية أو المواقف الرسمية، لأنها (مبنية على روابط إنسانية) واجتماعية وثقافية. فالعائلات الممتدة بين البلدين، والطلاب، والتجار، والمبدعون، كلهم يشكّلون نسيجًا واحدًا بين ضفتي النيل.
ومع ما يمرّ به السودان من ظروف دقيقة، تظل مصر تنظر إليه (بعين الأخوة لا المصلحة) ، وتدرك أن (استقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمنها القومي) ، وأن نهضة السودان تعني نهضة لمصر ووادي النيل بأكمله.
إن العلاقة بين السودان ومصر( ليست مشروعًا سياسيًا مؤقتًا) ، بل قدر جغرافي وتاريخي وإنساني يجمعهما إلى الأبد. فلتكن هذه الروابط منارةً لبناء مستقبل مشترك، عنوانه التعاون، وروحه الأخوة، وهدفه استقرار وازدهار وادي النيل العظيم.
"علاقة السودان بمصر ( تتجاوز لغة الدبلوماسية) والبروتوكولات الرسمية، فهي علاقة وجدان وأخوة ومصير،( لا تحدّها أوراق الاتفاقيات ولا تمحوها تقلبات السياسة) ما يجمع (البلدين أعمق من المصالح) ، إنه نهر النيل الذي يجري في العروق قبل أن يجري في الأرض، وتاريخ طويل من التداخل الإنساني والتكامل الحضاري."
وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل


