✍ عزمي عبد الرازق : نحنُ آخر من يعلم
لن يكتب لأي جولة تفاوض، أو مباحثات مقبلة مع الأمريكيين أن تسلم من التسريبات، فسواء كان على رأس الوفد السوداني مستشار مجلس السيادة لشؤون المنظمات الفريق ركن الصادق إسماعيل، أو تولى المهمة وزير الخارجية، أو أي شخص آخر غامض، فإن النتيجة واحدة، الصحف الغربية لا تؤمن بالسرية، ولا تعرف الخطوط الحمراء، وممنوع الاقتراب والتصوير، إذ يكفي سيل المعلومات والعواجل الذي فجّرتها الصحفية الأمريكية رنا أبتر خلال مباحثات سويسرا السرية مع مسعد بولص والوفد الإماراتي، وكذلك تسريب لقاء البرهان ونتنياهو في عنتيبي قبل أن تهبط طائرة رئيس مجلس السيادة في مدرج مطار الخرطوم.
لهذا، يصبح من الأوفق أن تكون الصحافة السودانية على بيّنة مما يدور خلف الأبواب المغلقة، حتى لا ينطبق عليها الوصف «آخر من يعلم»، فيتسرب الاضطراب إلى الرأي العام، وهنا يبرز السؤال الجوهري: كيف تنظر الحكومة إلى الصحافة السودانية؟ هل تراها مجرد متلقٍ لـ"الصدقات"، تمنح وتحرم من تشاء وفقاً للمزاج؟ أم سلطة رابعة لها حق التنوير والرقابة على مؤسسات الدولة، وصاحبة الدور الأصيل في إضاءة الطريق للناس، واقتناص المعلومة، والكشف الحقيقة؟


