✍ أحلام محمد الفكي : كامل إدريس ؛ ورهان الوطن على عقول الجامعة !
في غمرة التحديات الجسام التي تواجه السودان ومع ترقب الأنظار لتشكيل حكومة الفترة الإنتقالية بقيادة رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس تتزايد الأصوات المنادية بضرورة تبني رؤية جريئة ومختلفة تضع مصلحة الوطن فوق كل إعتبار وفي هذا السياق يبرز رأي سديد خطه بعض الصحفيين المتبصرين يحمل في طياته مفتاحاً للنجاح ونعني به : إختيار كامل الطاقم الوزاري من عمداء الجامعات السودانية وأساتذتها المخضرمين
إنها دعوة تحمل في طياتها بعدا إستراتيجياً عميقاً فليس خافيا على أحد أن الجامعات هي قلاع العلم والمعرفة وحاضنات العقول النيرة والخبرات المتراكمة فإذا ما أوكلت دفة القيادة الوزارية إلى قامات أكاديمية تشربت سنوات طويلة من البحث العلمي والتخصص الدقيق في شتى المجالات فإننا نتحدث عن حكومة من التكنوقراط المتخصصين حقا لا مجرد ادعاء
تخيلوا معي : وزير للمالية يفهم تعقيدات الإقتصاد السوداني من منظور أكاديمي بحت ووزير للصحة يضع خططاً إستراتيجية مبنية على أحدث الأبحاث والدراسات ووزير للتعليم قادر على إصلاح منظومة التعليم من جذورها بمعرفة عميقة بتحدياتها ؛ هؤلاء الأساتذة بحكم طبيعة عملهم يتمتعون بقدرة تحليلية فائقة ومنهجية علمية صارمة في حل المشكلات وهو ما يفتقر إليه المشهد السياسي غالباً
بالإضافة إلى الكفاءة التخصصية حيث يتمتع عمداء الجامعات وأساتذتها غالباً ببعدهم عن المماحكات السياسية الضيقة وصراعات الأحزاب التي غالباً ما تعرقل مسيرة التقدم ، إنهم يمثلون قاعدة شعبية ذات قبول منقطع النظير ؛ لأنهم يُنظر إليهم كعناصر وطنية مخلصة همها الأول والأخير بناء الوطن وخدمة أبنائه
ستجد هذه الحكومة بلا شك ترحيباً واسعا من الشارع السوداني الذي طالما تاق إلى وجوه جديدة وكفاءات حقيقية تقود المرحلة الإنتقالية
إن نجاح الفترة الإنتقالية ليس خيارا بل ضرورة حتمية لإنقاذ السودان من براثن التحديات الراهنة واختيار طاقم وزاري من أكاديميي الوطن هو رهان ذكي على عقول أبنائه ، رهان على العلم والمعرفة والخبرة المتراكمة إنها خطوة جريئة لكنها ضرورية لوضع السودان على المسار الصحيح نحو الإستقرار والتنمية
فهل يتبنى رئيس الوزراء كامل إدريس هذه الرؤية السديدة ويُعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ليُدخل التاريخ من أوسع أبوابه كصانع لنهضة السودان على يد نخبة أكاديمية؟
إنها فرصة تاريخية لا يمكن تفويتها
