✍ الطيب صالح العطا : إنه الحب

خطبته وهي الأبية قبله
ماذا عليها إذ أحبت أحمدا
ماذا إذا خطبته وهي عفيفة
أتعاب من ترجو الزواج لتسعدا
إيه خديجة قد نسجت شريعة
وأبى فوادك رقة أن يخمدا
وجعلتي للفتيات حق تخير
افكنت تدرين الذي يأتي غداً
ورضيتي بالشهم الأبي وقبله
أعرضتي عن من في غناه تفردا
وقفت بالحجون متاملا يمر شريط الأحداث أمامي فإذا باليهودي يصيح يانساء قريش اظلكم زمان نبي آخر الزمان فمن إستطاعت أن تكون له فرشا فلتفعل فحصب بالحجارة من نساء قريش لكن الحياء كان طبعهم وذاك الراهب الذي إستنكر ضحك النساء فقال : يانساء قريش أتضحكن هكذا وبينكم زوجة نبي آخر الزمان؟؟
والرؤيا التي حكتها لورقة بن نوفل بأنها رأت البدر سقط في حجرها فقال لها : إن صح ما رأيتي فستتزوجين بنبي آخر الزمان!! وأتأمل كيف بحكمتها وعقلها الراجح تتخير لتجارتها صاحب الأمانة والصدق وزينة الشباب بمكة المكرمة خلقاً وخلقاً لتسلمه تجارتها وكيف أنها لم تهمل الرقابة فأرسلت ميسرة لياتيها بأدق المعلومات عنه فلما سمعت ما ابهرها أرسلت اسماء بنت عميس وقيل نفيسة بنت يعلا بنت أمية لتخطبه لنفسها وهي في الأربعين من عمرها وهو في الخامسة والعشرين فليس للحب عمر ولا مقام فهو إرتباط قلوب وأرواح كان ذلك في وقت كان أن تتقدم للسيدة خديجة في حد ذاته شرف لكل سادة قريش لأجل ما حظيت به من مكانة وعز وشرف ومال وعزوة وحكمة وجمال فخطبها له عمه أبوطالب وقال كلاماً يكتب بماء الذهب
وهي تلتقي بالنبي في جده قصي فكانت الزوجة الأولى والمسلمة الأولى والمؤمنة الأولى والمتلقية الأولي والمترقية الأولي وقل ماشئت في الأولية فهي مرتبتها بلا منافس وأذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان يتحنث في غار حراء في جبل النور فكانت تصعد أحياناً ثلاث مرات فقط لترى النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم رغم وعورة الجبل وصعوبة الصعود لتلقي عليه نظرة حب دون أن تشغله عن أمره وليت إدريس جماع كان حاضراً ليرى فيعبر عن النظرة الحقيقة والحب الحقيقي بأكثر مما قال؛ هي نظرة تنسي الوقار وتسعد روح المعنى ولازلت أمي أذكر مقولتك وأنت تزملين وتدثرين خير البشر : والله لن يخزيك اللّه أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق
وكيف أن الملك يحضر في غرفتك والنبي واضعاً رأسه الشريف في حجرك المشرف وكيف أنك إستعنت بورقة بن نوفل ليبين ما كتب عندهم في الكتب السابقة وكيف فتحت بيتك بكامل النفقة لصغار الصحابة وعلي رأسهم علي كرم الله وجهه رضي اللّه عنك وأنت تمنحين نبينا الحب والحنان والمال والسند والدعم والتثبيت والذرية الصالحة وترعين وتربين خير من زينوا الدنيا بالجمال والأدب والذوق وكيف صبرت أيام الحصار في شعب أبي طالب وكيف أن أهلك كانوا يهربون لك الطعام فتمنحيه إلي ضعاف الصحابة وصغار السن مكتفية بالنظر لسيد الأولين والآخرين فهو طعامك وشرابك وغذاء روحك وكيف أن جبريل نزل ليبلغك السلام من ربك قال : اقري خديجة مني السلام فقلتي ؛ اللّه السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام ؛ وكيف أن اللّه بشرك بقصر من قصب لا تعب فيه ولا نصب وأنت لم تدركين العبادات لا صلاة ولا صوم ولازكاة ولكنك أدركت الحب ومعناه فرقى بك إلى قصرك الذي لايحوزه غيرك وبلغت الكمال في نساء العالمين
ربت بي علم وبصارا
فخر الدنيا كانوا عيالا
دي البفراقها الناس محتارا
يسعد طه بي تذكارا
أظهر النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم مقامك يوم فتح مكة عندما ترجاه سادات قريش أن ينزل عندهم كل فتح داره ولكنه قال : أضربوا لي خيمة عند خديجة بادلك حبا بحب ووفاء بوفاء وهب هذا الفتح لك والنصر هدية لسيدة الوفاء الأولي
وهو القائل لعائشة رضي الله عنها : والله ماأبدلني الله خيراً منها فقد صدقتني حين كذبني الناس واعطتني مالها حين حرمني الناس ورزقت منها الولد
وكان يكرم صويحباتك ويقول هذه كانت تأتينا أيام خديجة ويجزل لهم العطاء وقد كنت خارج المقارنات لايماثلك أحد ولم يتزوج إلا بعد وفاتك وحظيت إبنتك الزهراء رضي الله عنها بلقب سيدة نساء العالمين ولحقت بك في من كمل من النساء خديجة وفاطمة ومريم بنت عمران وأسية بنت مزاحم رضي الله عنك يا أميرة مكة المكرمة ياصاحبة الحجون والمعلا
في جعبتي الكثير ولكن يعجز اليراع أن يخط كل ما لك من الفضائل والمآثر وتهيم الروح في هذا الهيكل النوراني المفعم بالحب وللحديث بقية
كسرة:
صديقنا هانئ من ابناء الملازمين قمة في الأدب والتدين والمسكنة أبوه القصة دي ماعاجباهو داير ولده يكون شفت ومفتح قال ليهو : ياولد إنتو ماعارفين أي حاجه نحنا كنا زمان نرسل الولد بالعجلة يجيب الكرتونة من البار نخت الطشت فيه ثلج ونقعد حوله زول جايب خبرنا مافي هانئ قال ليهو : يا أبوي إذا زول شايفكم مافي اللّه ما شايفكم؟؟ أبوه قال ليهو : ياولد أنا اقول ليك سنة ستين تقول لي شنو!!
حكيتها لاخونا الفاتح الكرونكي كل مايلاقيني يضحك ويقول لي وينك ياسنة ستين!!