✍ محمد جمال قندول : العاصمة.. تحديات عودة المواطنين

ولاية الخرطوم بدأت تشهد موجات عودة واسعة للمواطنين من مصر خلال الفترة الماضية وتحديدًا عقب عطلة عيد الأضحى، مع توقعات بتزايدها بشكل كبير عقب الفراغ من امتحانات الشهادة السودانية.
وثمة تحديات كبيرة في انتظار الحكومة الاتحادية والولاية لمجابهة أثر وصول أعداد كبيرة من الأسر أبرزها تتعلق بالامن والخدمات.
عودة كبيرة
وكانت (الكرامة) قد عكست بالصورة ملامح جولاتها بمحليتي أم درمان وبحري، حيث رسمت الواقع من هنالك.
في العاصمة أعلنت ولاية الخرطوم تقليل ساعات البرمجة
وذلك بعد ان أكملت إدارات الكهرباء إعادة تأهيل العديد من المحطات التحويلية والخطوط الناقلة .
وقال والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة خلال زيارته إلى المحطات التحويلية، إنّ خطوة تقليل ساعات البرمجة ستسهم في استقرار خدمات المياه والصحة، كما ستقلل معاناة المواطن، مشيدًا بالجهود التي بذلتها إدارات الكهرباء المختلفة لتأهيل المحطات.
وتستقبل ولاية الخرطوم ضمن ولايات أخرى من ضمنها الجزيرة وسنار الآلاف من العائدين يوميًا خاصة من جمهورية مصر العربية.
وكان مدير المعابر والمنافذ البرية الفريق الركن ياسر محمد عثمان قد كشف للكرامة أمس الأول عن عودة أكثر من 203 آلاف مواطن ومواطنة من جمهورية مصر خلال النصف الأول للعام الجاري وتحديدًا منذ مطلع يناير وحتى الخامس من يوليو، متوقعًا زيادة كبيرة في أعداد العائدين خلال الفترة القليلة القادمة خاصة بعد انتهاء امتحانات الشهادة السودانية خلال الأيام القليلة القادمة.
ويرى مراقبون أن مجابهة العودة لأعداد كبيرة من المواطنين تتطلب تفكيرًا خارج الصندوق بتشكيل لجنة قومية اتحادية وذلك لدعم إعادة الإعمار وتقديم حلول إسعافية لملف الخدمات مثل الكهرباء والمياه، خاصة وأن محلية الخرطوم تحديدا تأثرت جدا جراء الحرب بسبب المعارك الضارية التي دارت فيها وتمكنت القوات المسلحة من تحرير كامل ولاية الخرطوم من التمرد بجانب الخراب التي مارسته الميليشيا وسرقة كيبولات الكهرباء.
تحسن ملحوظ
الحياة في محليتي أم درمان وأجزاء واسعة من بحري، تجاوزت محنة الحرب والتي أضحت بالنسبة لسكانها مجرد قصص وحكاوي تحوي العبر والمساوي.
الخرطوم بدورها تشهد حركة واسعة. إذ تجري عمليات الصيانة بالمرافق الحكومية مثل القصر الجمهوري، كما انتقلت وزارات "الصحة، والداخلية، والتربية والتعليم" للعمل من داخلها، أما والي الخرطوم فقد عاد إلى مكاتب الولاية بشارع النيل.
ويقول المهندس عادل فضل المولى الخبير في شبكات توزيع الكهرباء لـ (الكرامة) أن الجهود الفنية التي بذلتها إدارات الكهرباء المختلفة، رغم التحديات الفنية واللوجستية، قد أسفرت عن تحسن ملحوظ في كفاءة الشبكة داخل الخرطوم.
وقال محدّثي إن أعمال الصيانة التي نُفذت مؤخراً في محطات التحويل والخطوط الناقلة بولاية الخرطوم، تُعدّ خطوة نوعية باتجاه استقرار الإمداد الكهربائي في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد.
لوحات استقبال العائدين أصبحت تشكل تريندات في منصات التواصل الاجتماعي، وقبيل أيام تداول السودانيين على نطاق واسع عودة أفواج من مواطني جزيرة توتي من خارج البلاد عبر باصات سفرية وسط أهازيج من الدموع والفرح.
وتنشط مؤسسات كبرى في رسم فرحة العودة للوطن ومن ضمنها منظومة الصناعات الدفاعية بقيادة الفريق أول ميرغني إدريس في تسيير بصات عودة للآلاف من المواطنين، كما سيّر عددٌ من رجال المال والأعمال رحلات عودة طوعية. ومجموعة "سوداغاز"، بجانب منظمة إسناد وآخرون كثر.