✍ أحلام محمد الفكي : الأمل والثقة ..مفتاح التعافي في السودان

في لحظة تاريخية فارقة، تقف بلادنا الحبيبة على أعتاب مرحلة جديدة، تملؤها التحديات الكبرى والآمال العظيمة. ما زال الأمل يحدونا، وتظل ثقتنا الكاملة معقودة بـ"حكومة الأمل" التي تُعلق عليها الأنظار والقلوب. نؤكد بكل قوة، ونردد بلا تردد: لا توجد أمة تنهض من كبواتها دون قرارات صعبة وشجاعة!
إن مفهوم السلام أعمق بكثير من مجرد توقيع على وثيقة لوقف إطلاق النار، وأشمل من هدنة مؤقتة. إنه عملية بناء شاملة، تستلزم تضميد الجراح وجمع الشتات وإعادة اللحمة الوطنية. كما أن إعادة الإعمار ليست مجرد تشييد للمباني الخربة
أو إعادة تأهيل للبنية التحتية المتضررة. بل هي في جوهرها إعمار للنفوس، أولوية قصوى وجوهرية، يجب أن تبدأ من داخل كل فرد، لتعيد إليه الثقة والطمأنينة والإيمان بمستقبل أفضل.
أما التحول الديمقراطي، فليس مجرد صناديق اقتراع
أو انتخابات شكلية. إنه مسار طويل وشاق، يتطلب ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة، وضمان الحريات الأساسية، وبناء مؤسسات قوية وشفافة تخدم الشعب لا الفئات.
لقد علمتنا التجارب الدولية والمحلية أن السودان بحاجة ماسة إلى رؤية واضحة المعالم، لا تقبل الغموض أو الحلول الوسطى. نحتاج إلى قرارات حاسمة وجريئة، تُبنى على دراسة مستفيضة للماضي، لتجنب تكرار أخطاء الغير والوقوع في نفس المآزق.
إن هذه اللحظة الراهنة هي نقطة تحول مصيرية. يمكن أن تكون بداية فجر جديد، تشرق فيه شمس التنمية والازدهار والأمن على ربوع السودان،
أو أن تكون – لا قدر الله – مجرد محطة عابرة في دورة جديدة من النزاع والمعاناة. الفارق، أيها السادة، يصنعه القرار الذي يتخذ الآن. هو لحظة الحقيقة التي ستحدد مسار أجيال قادمة.
فهل نرتفع إلى مستوى التحدي؟ هل تكون "حكومة الأمل" على قدر الثقة؟
إن الأيام القادمة ستحمل الإجابة، ونحن نترقبها بأمل وثقة لا يتزعزعان.