رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الخميس 2025/9/18م رئيس مجلس السيادة يصدر قراراً بإعفاء نائب محافظ بنك السودان المركزي رئيس مجلس السيادة يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان ✍ أحمد الشريف : كتابات ؛ قمبيز يغرق في دارفور وزارة الشباب والرياضة الاتحادية تطلق مبادرة العودة بتأهيل وإعادة بناء المرافق التابعة لها ✍ محجوب فضل بدري : أفإن مَاتَ أو قُتِل اِنقلبتُم؟..َ !! ✍ أحلام محمد الفكي : وقفات على أعتاب قرن مضطرب عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر يشهد إحتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة وإستقبال الطلاب الجدد عضو مجلس السيادة د. نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار زيادات الإيجارات بعد الحرب.. أزمة جديدة تهدد الأسر السودانية بالتشرد تقرير : محجوب أبوالقاسم وزير الزراعة والري يقف على ترتيبات حصاد محصولات العروة الصيفية والتجهيز للعروة الشتوية والإطمئنان على سير تأهيل قنوات الري بمشروع الجزيرة عضو مجلس السيادة د. سلمى عبد الجبار تبحث مع وزير العدل قوانين مكافحة الفساد

✍ عزمي عبد الرازق : لماذا أدافع عن رمزية السُلطة المدنية؟

ليس لدي أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع رئيس الوزراء د. كامل إدريس، ولا مع دائرته الصغيرة أو الكبيرة، ولم يسبق أن زرته في بورتسودان، كما لا تربطني به أي مصلحة شخصية، غير أن لدي مصلحة وطنية، شأن كثير من السودانيين، في نجاح حكومة الأمل، فهي في تقديري الفرصة الأخيرة لبدء مسار صحيح، والطوق الذي يحول دون عودة شلة حمدوك ـ عملاء الاستعمار الجديد ـ تحت غطاء مدني يملأ الفراغ السياسي.

هذه الحكومة تمثل الخط الفصل بين الشرعية الانتقالية والشرعية الانتخابية، وبقليل من الاجتهاد يمكنها أن تعيد الأمور إلى نصابها داخلياً وخارجياً، وهو ما لم يتحقق منذ 25 أكتوبر 2021؛ سمه انقلاب البرهان وحميدتي أو الإجراءات التصحيحية أو ما شئت. وبالقدر ذاته، تستطيع الحكومة أن تفتح ملفات الإعمار والخدمات العامة، لتبرز الملامح المدنية للدولة وتمنحها وزناً، وتتيح لنا كسب الجولة الأخيرة في معركة الكرامة، عبر مشروع العودة الطوعية.

الأهم من ذلك كله هو بناء سلطة مدنية راسخة وقاعدة شعبية واسعة تحمي ظهر الجيش وتؤمن انتصاراته. فالأمر لا يرتبط بشخص كامل إدريس وحده، بل برمزية السلطة المدنية نفسها، إذ إن التحركات الدولية ـ بما فيها الرباعية ـ تسعى إلى الدخول من هذا الباب. ومن المفارقات أن الحملات المنظمة للإساءة والسخرية من رئيس الوزراء، والتي يشارك فيها البعض من داخل معسكر الجيش، إنما تصب في مصلحة المليشيا وكفلائها الخارجيين.

وفي النهاية، يبقى كامل إدريس رجلاً مؤمناً بالحريات، ولا أظنه سيلجأ إلى ملاحقة من ينتقده أو يسيء إليه، بل سيحتكم إلى قوة الموقف والفكرة، فلو قرر أن يرحل، أو أُجبر على ذلك، سنعود إلى المربع الأول، ولن نتوافق على شخصية مهما بلغت قدراتها، لأننا ـ في عادتنا ـ نميل إلى التبخيس، وصناعة مراكز القوى المنحازة لمصالحها. ومع ذلك أعتقد أنه يجب أن يُعيد ترتيب أوراقه وقراراته بصورة أكثر واقعية وحصافة، وأن يستعين بأهل الخبرة والكفاءة، وأن لا ينشغل بتصنيفات "إسلامي" أو "يساري"، فنحن في معركة مصيرية، والمعيار هو القناعة الراسخة بهذا المبدأ.