رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
رئيس المقاومة الشعبية بالشمالية يبدأ الطواف على الكتائب حاكم النيل الأزرق يبحث مع المدير التنفيذي للتأمين الصحي الأداء على مستوى الإقليم والي نهر النيل يبحث مع وفد المتمة قضايا الصحة والتعليم بالمحلية الخرطوم تطرح رؤيتها للدور المنتظر للأمم المتحدة في مرحلة إعادة الإعمار صحة الخرطوم تعلن إنطلاق الجولة الأخيرة لحملة تطعيم الكوليرا في 3 محليات والي الخرطوم يدشن مبادرة القطاع الخاص بإعادة تأهيل شارع المك نمر بالخرطوم ✍ إبراهيم الصديق علي : وصفات طبية ✍ أم وضاح : ما هذا التشبث المريب المعيب بالمنصب ✍ عمار العركي : نيويورك ؛ مقدمات مرتبكة ونتائج متوقعة عضو مجلس السيادة الفريق جابر يلتقي المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة في السودان الفرقة السادسة مشاة : الفاشر في أيدي أمينة وستظل عصية علي التمرد نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل : ”تقدم” و”صمود” و”تأسيس” مجموعات تتلقى أموالاً إماراتية.. وسنحاسب بُرمة تحت مبدأ عدم الإفلات...

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ الشعب يحتاج إلى لغة سياسية جديدة

في زمن تتغير فيه الأحداث بسرعة، وتتصاعد فيه تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة والتنمية، تصبح اللغة السياسية التقليدية عاجزة عن الاستجابة لمتطلبات المرحلة. الكلمات المكرورة والشعارات الخاوية لم تعد تقنع أحدًا، بل صارت مصدر نفور واستهزاء. لذلك نحن بحاجة ماسة إلى لغة سياسية جديدة، تنبض بالصدق والشعوب لا تعيش بالشعارات، بل بالخطاب الذي يعكس همومها وآمالها. في عالمنا اليوم، وخاصة في السودان بعد سنوات الحرب والأزمات، لم تعد اللغة السياسية القديمة قادرة على إقناع المواطن أو دفعه نحو المشاركة والبناء. لذلك، أصبح الشعب في أمسّ الحاجة إلى لغة سياسية جديدة، لغة تضعه في قلب المعادلة لا على هامشها.

المواطن يريد أن يسمع لغة قريبة من حياته اليومية، تُخاطب همومه الاقتصادية والاجتماعية، لا لغة النخب المغلقة أو المصطلحات المعقدة.

والشعوب تحترم من يصارحها بالحقيقة مهما كانت مُرة، أكثر من السياسي الذي يجمّل الواقع. الصدق أساس بناء الثقة.

الشعب السوداني على وجه الخصوص سئم خطاب الانقسام والإقصاء، ويريد لغة توحّد لا تفرق، وتبني لا تهدم.

المطلوب ليس وصف الأزمات فقط، بل تقديم رؤى واضحة وحلول عملية تبعث الأمل وتفتح أبواب المستقبل.

بعد حرب الكرامة وما خلّفته من دمار ونزوح وانقسام، صار الشعب السوداني يتطلع إلى خطاب جديد يخرجه من دوامة الألم إلى أفق البناء. لغة المصالحة والعدالة والتنمية هي التي يمكن أن تجمع الكلمة وتعيد للوطن عافيته.

إن الشعب لا يحتاج إلى تكرار الشعارات البالية، بل إلى خطاب سياسي صادق، واقعي، وملهم. لغة جديدة تُعيد السياسة إلى معناها الحقيقي: خدمة المواطن وصون الوطن. هذه اللغة هي المفتاح لبداية مرحلة مختلفة، قوامها الأمل والثقة والعمل المشترك

اللغة السياسية الجديدة ليست مجرد تحسين في الأسلوب، بل هي ثورة في المفاهيم والنهج. فإذا أراد السياسيون استعادة ثقة شعوبهم، فعليهم أن يتبنوا خطابًا صادقًا، جامعًا، واقعيًا، وموجهًا نحو المستقبل. وحدها هذه اللغة يمكن أن تصنع التغيير وتعيد الأمل للأوطان وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل