✍ عمار العركي : نيويورك ؛ مقدمات مرتبكة ونتائج متوقعة

* لم تمض أيام على "صفعة الرياض" حتى توجه رئيس الوزراء إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، بخطاب مرتقب ووفد رسمي، لكن مقدمات المشاركة تكشف أن الارتباك لا يزال حاضراً.
* الاعلان الرسمي عن الزيارة حمل أخطاء بروتوكولية وملاحظات موضوعية فتقديم وزير الإعلام على وزير الخارجية، واقتصار مراسم الوداع على وزيري الشباب والاتصالات بدلاً من وزير شؤون مجلس الوزراء، وغياب أي تقدير رمزي لأهمية المناسبة.
* الوفد المُعلن حضور اقتصادي أو مالي في وقت تتصدر فيه الأجندة الاقتصادية أولويات المجتمع الدولي، ودون تمثيل قانوني أو حقوقي لمواجهة ملف الانتهاكات المرتكبة من مليشيا الدعم السريع. كما غاب الإعداد الإعلامي المسبق، الذي يهيئ الداخل ويحدد رسائل السودان للخارج.
* الخبر الرسمي لم يتجاوز السرد التقليدي: "إجراء لقاءات ومقابلات هامشية". لكن ما يلفت الانتباه هو أن البيان لم يُشر من قريب أو بعيد إلى ما يطمئن بشأن وجود إعداد أو تنسيق مسبق مع بعثة السودان الدائمة في نيويورك، ولا إلى برمجة استراتيجية واضحة تعكس أولويات السودان الملحّة في هذه المرحلة الحرجة. هذا الاختزال في الجملة التقليدية يعكس غياب الرؤية والغاية المرجوة من المشاركة.
* هذه التفاصيل الصغيرة تحمل رسائل كبيرة في أعراف الدبلوماسية. ولأن المقدمة المرتبكة كثيراً ما تصنع النتائج المتوقعة، فإن المشاركة في نيويورك قد لا تختلف كثيراً عن خيبة الرياض، ما لم تستدرك الحكومة أن نجاح الخارج يكسب بالإعداد المسبق والتخطيط الاستراتيجي لا بالخطابات وحدها.
خلاصة القول ومنتهاه
* مقدمات زيارة السودان إلى نيويورك تكشف أهمية الإعداد الدقيق والتنسيق الاستراتيجي في أي تحرك دولي. الأخطاء البروتوكولية، غياب التمثيل الاقتصادي والقانوني، وعدم الإعداد الإعلامي،
* كلها مؤشرات على ضرورة التعلم من "صفعة الرياض" وتفادي تكرارها. أي مشاركة مستقبلية تحتاج إلى تخطيط واضح، برمجة استراتيجية دقيقة، وتنسيق مع بعثة السودان الدائمة، لضمان أن يكون للخطابات واللقاءات أثر ملموس، ولتجنب اختزال الجهد في مجرد مناسبات شكلية ومقابلات هامشية.