رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/9/30م ✍ الهندي عزالدين : التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية ✍ عبدالماجد عبدالحميد : خسائر مليشيات التمرد تتوالى في الفاشر عضو مجلس السيادة د. سلمى تتسلم توصيات ملتقى إتحاد المرأة السودانية ✍ أم وضاح : بارا ليست كل المد ولا نهاية الحد مناوي : إستهداف المليشيا لمركز إيواء النازحين في الفاشر جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي وزير العدل يؤكد أهمية عكس جهود الدولة في مكافحة جريمة الإتجار بالبشر ✍ عزمي عبد الرازق : منصات التشويش إلى رماد ؛ تحول نوعي في معركة الفاشر وزير الطاقة يبحث مع سفير الصين بالسودان التعاون مع في قطاعي النفط والكهرباء وإعادة إعمار مادمرته الحرب ✍ د. محمد عثمان عوض الله : قراءة في حديث عضو السيادي السابق محمد الفكي سليمان لقناة الجزيرة والي سنار يشيد بمبادرة أبناء كركوج بالداخل والخارج لإعادة وتأهيل الخدمات الضروريةً وزير صحة النيل الأبيض يرأس إجتماع اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية

السودان في أسبوع .. دماء وأرواح السودانيين بين مليشيا متمردة وأمراض متفشية

شهد السودان خلال الأسبوع الماضي أحداثا متشابكة حملت معها مزيجاً من الدماء والمعاناة، والأمل والعمل الدؤوب، حيث تواصل إستهداف مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية للأبرياء في دارفور وكردفان، فصبت جام غضبها بسبب الهزائم المتتالية على المدنيين في المساجد والأسواق بمدينة الفاشر، بينما إرتفع صوت السودان في قاعات الأمم المتحدة قوياً في وجه الصمت الدولي على ما يحدث من إستهداف، في وقت تسعى فيه الحكومة عبر الوزارات المختصة واللجان إلى تطبيع الحياة وإستعادة الأمن والإستقرار في الولايات التي تأثرت بالحرب إعمارا وتأهيلا وتوفيرا للخدمات، بجانب سعيها لإنعاش القطاع الزراعي وتوفير الغذاء بالإستعداد للموسم الشتوي، وسط تأثيرات عالية للأمطار على ولايات عدة.

إستهداف المدنيين..

في الفاشر، عاشت المدينة أياما دامية بعد أن إستهدفت مليشيا الدعم السريع المتمردة مسجد بحي الدرجة بطائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر، ما أسفر عن مقتل (75) شخصًا في واحدة من أبشع المجازر والجرائم منذ اندلاع الحرب. ولم يمض وقت طويل حتى تعرض سوق شعبي للقصف، ليسقط فيه (15) مدنياً آخرين ويصاب العشرات في الحادثين، فيما إستمرت معاناة المواطنين في ظل حصار جائر ونقص حاد في الغذاء والدواء وغياب للممرات الإنسانية، وبرغم الإدانات العديدة التي صدرت في شأن حادثتي الإعتداء على المدنيين إلا أن الصمت الدولي كان هو العنوان الأبرز في فك حصار الفاشر حسب القرار الصادر من مؤسسة الأمم المتحدة وإغلاق أي ممر إنساني نحو المدينة.

إستنفار صحي عام..

على الصعيد الصحي، تسعى الدولة ممثلة في وزارة الصحة والجهات المختصة في الولايات إلى إعادة الوضع الصحي لحالة الإستقرار عقب تفشي وباء الكوليرا في ولايات دارفور، وفي الخرطوم تواصلت مكافحة حمى الضنك بعد إنتشار الباعوض المسبب لها خلال فترة الخريف مما فاقم من أعداد المصابين خلال الفترة الماضية، وشكل شح الأدوية والمحاليل الوريدية والعلاجات اللأزمة أصعب العقبات في محاصرة المرض، بينما أطلقت الولاية إستنفارا عاما للجهود الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني لإصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض عبر تجفيف المياه ورش المبيدات، ووجدت الحملة إستجابة واسع حيث إنتظمت محليات الولاية السبع أتيام وحملات متعددة التكوين لمحاصرة إنتشار الباعوض، وذلك بجانب فتح الطرق في عدد من المحليات وإنارتها، مع إستمرار العمل والجهود لإعادة تشغيل شبكات الكهرباء والمياه.

صوت السودان داخل قاعات الأمم المتحدة

وفي نيويورك، حمل رئيس الوزراء د. كامل إدريس صوت السودان إلى العالم خلال قيادته لوفد السودان المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل فتح الممرات الإنسانية للمدن المحاصرة، كما شدد في خطابه على ضرورة دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الأمن الغذائي والصحي، وعقد لقاءات جانبية مع مسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وبعض الدول الشقيقة والصديقة أطلعهم فيها على تطورات الأوضاع في البلاد ورؤية الدولة لمسارات الحل السياسي.

موسم زراعي ناجح لتوفير الغذاء..

وفي القطاع الزراعي، أعلنت وزارة الزراعة انتهاء الموسم الصيفي الذي تأثر بالحرب والفيضانات، مشيرة إلى تفاوت الإنتاج بين الولايات. وتركز الجهود حاليا على إنجاح الموسم الشتوي المقبل عبر توفير البذور المحسنة ومدخلات الإنتاج، حيث يرى الخبراء أن نجاحه يسهم في التخفيف من أزمة الغذاء وإرتفاع الأسعار. وقد تزامنت هذه التحضيرات مع هطول أمطار غزيرة على ولايات عدة خلال الأسبوع الماضي، تسببت في سيول وانهيار منازل وتعطل بعض الطرق، لكنها في المقابل يتوقع ان تنعش المراعي وتزيد منسوب المياه الجوفية بعد موسم صيفي جاف.

هكذا تنوع المشهد السوداني خلال الأسبوع الماضي بين دماء الأبرياء في دارفور، ومحاربة الأوبئة في العاصمة، والحضور الدبلوماسي في منابر الأمم المتحدة، وجهود الزراعة لتأمين الغذاء، وتأثير الأمطار على الولايات، وبينما تتباين هذه الصور في حدتها وألوانها، فإنها تجتمع لتجسد واقعا يسعى السودانيون اليوم لإعادة رسم تفاصيله وترتيب محتوياته بما يحقق الإستقرار ويطبع حياتهم كما ألفوها، فهم الآن يبحثون عن الحياة وسط ركام مخلفات الحرب.