مفوضية العون الإنساني تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت على قتل المليشيا للمدنيين

دعت مفوضية العون الإنساني، المجتمع الدولي للإضطلاع بمهامه الإنسانية، ومسئولياته الأخلاقية لإيقاف المذابح التي ترتكبها المليشيا المتمردة في حق المدنيين العزل، والتي نتج عنها هذه المأساة الإنسانية، متعددة المخاطر وغير المسبوقة في تاريخ الأزمات الإنسانية الحديثة.
وطالب مفوض عام العون الإنساني بالإنابة أحمد محمد عثمان خلال تنوير عقد اليوم بمقر الخارجية للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السودان ومنظمات الأمم المتحدة العاملة بالبلاد، بشأن الوضع الإنساني الراهن في مدينة الفاشر، المجتمع الدولي أن يتخذ وبشكل عاجل تدابير تتعلق بالرفع الفوري لحصار المدنيين العزل في الفاشر، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم "2736" لسنة 2024م، وتصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة منظمة إرهابية، وتصنيف الدول الداعمة لها بالسلاح والمرتزقة، وإلزام الدول الداعمة للمليشيا المتمردة بإيقاف إمدادات الأسلحة الموجهة لقتل المدنيين العزل، تنفيذاً للقرار رقم "1591" الصادر من الأمم المتحدة 2005م، بجانب إلزام المليشيا المتمردة بإيقاف عمليات القتل، التعذيب، الإغتصاب، التجويع كمنهج للقتال، الإخفاء القسري، النزوح القسري للمدنيين، والمحظورة بموجب أحكام المادة "1" "3" من إتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين 1949، والمبدأ "10" م1 من مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية للنزوح الداخلي لسنة 1998م.
مشددا على ضرورة إنسجام عمليات الإستجابة الإنسانية مع مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالحياد، الإنسانية، عدم الإنحياز، والإستقلالية والذي يعني إستقلالية الأهداف الإنسانية عن أي أهداف عسكرية أو سياسية، وفقاً للمبادئ التوجيهية لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم (58/114).
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في الفاشر، إعتبر عدم إنفاذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2736) لسنة 2024م الصادر منذ أكثر من 16 شهراً دليلاً واضحاً على عجز المجتمع الدولي وكيله بمكيالين في قضايا الأزمات الإنسانية، وقال إن عجز المجتمع الدولي عن رفع حصار الفاشر شجع المليشيا المتمردة على حصار ملايين المدنيين العزل في الدلنج، كادقلي، بابنوسة، النهود والخوي، وقبلها الخرطوم، الجنينة، الجزيرة وغيرها، وتسآل متى يستيقظ الضمير الإنساني العالمي من سباته؟.
وأشار إلى إنتهاكات المليشيا المتمردة في إعاقة الإستجابة الإنسانية في الفاشر وغيرها، ومنع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 8.2 مليون شخص في مخالفة صريحة لأحكام المادة "7" "5" "g" من إعلان كمبالا لحماية النازحين في أفريقيا.
وكشف عن تحويل المليشيا أكثر من (14،600) طن متري من المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية ونهب وإتلاف حوالي 24،700 أثاث وأجهزة ومعدات لمؤسسات إنسانية ووطنية وأجنبية، بالإضافة إلى إعتقال وتعذيب 1.700 من العاملين والمتطوعين في العون الإنساني، وحصار وحرق ونهب أكثر من 2.800 مركزاً وتجمع إيواء للنازحين، فضلا عن تدمير ونهب حوالي 415 مركبة إمدادات إنسانية لمنظمات وطنية وأجنبية.