رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ د. أمين حسن عمر : رباعية وقدها خماسي (2-2)

قال: لماذا لا نسايرهم بعض الوقت لنعلم ماذا يريدون؟

قلت: وهل هم جعلوا ما يريدون مخفيا؟هم يريدون وطنا لنا يقضون هم وبغيابنا في مصائره ،مهما يكن الثمن الذي دفعه وسوف يدفعه شعبنا من أمانه

وإستقراره ومقدراته وكرامته الوطنية

قال:

حقيقة لماذا ترفضون مبدأ التفاوض ؟التفاوض ليس سيئا وكما قال أحدهم مؤخرا التفاوض السيء هو السيء

قلت:

لا أحد يرفض مبدأ التفاوض فالحياة كلها مفاوضات تبدأ من تفاوض الأم مع صغيرها ليبلع لقمته ولا تنتهي عند صفقات التجارة والسياسة والجيو سياسة...لكن التفاوض لن يكون إلا سيئا إن أنت فاوضت الطرف الخطأ الذي لا يملك ما يتفاوض حوله وليس له قيم ولا أخلاق لتكون أساسا لبناء ثقة تكون حجر الأساس للوفاء بالإلتزامات ...لا تفاوض من لا يملك أمره، ولا يحفظ عهده، وقد هتك الأعراض، وسرق الأموال، وقتل الناس على الهوية ،إن كنت ترجو لهذا يحفظ إلأ أو أن يرعى ذمة فإنت أحد الإثنين إما غافل أو جبان

قال:

لكن هنالك وسطاء يلزمونه بما تعهد به.

قلت:

فكيف ترجو ذلك ومن تفاوضهم يجلس بعضهم في مقاعد المتفاوضين وبعضهم في مقاعد الوسطاء

قال:

كيف ذلك؟

قلت:

الوسيط هو من كان في موقف على الوسط بين الطرفين فهل تركت الرباعية شكا في أنها تقف في الوسط الحسابي بين الطرفين؟

قال:

وكيف ذلك؟

قلت:

هل تظن أن الرباعية بتشكيلها الرباعي هذا تقف في الوسط الحسابي بين الطرفين؟

قال:

هم يزعمون ذلك؟

قلت:

لا أريد الإهانة لكن لن يصدق ذلك إلا الغبي أو المتغابي.

قال:

لماذا؟ على أية حال أنا ليس أحد الإثنين إنما أنا مستفسر

قلت:

الرباعية ضمت راع لا يكاد ينكر رعايته للمليشيا ورئيس يرفض الإعتراف بشرعية قيادة الدولة ولا بسيادتها على بلدها ، ويفرض العقوبات على قادتها العسكريين، وعلى رئيس البلاد، وعلى البلاد بإسرها بحجج كاذبة ملفقة..وهو يستنكف أن يخاطب رجال الدولة بصفتهم رجال دولة، وإنما يخاطبهم بوصفهم جنرالات متقاتلين ...هو لا يعترف بشرعية الحاكمين ولا بسيادة الدولة، لذلك أعجب أن يرتجي منهم أحدا خيرا أبدا

قال:

ربما هي المسايرة والمناورة

قلت:

بعض الأمور لا يصح فيها إلا الموقف الجازم الباتر ولا تكون المناورة إلا علامة ضعف...والقيادة زمان الحرب لا تحتمل الخور والضعف

قال:

ومالحل؟

قلت:

الحل في التمسك بالقضية العادلة وهي أن هذه حرب رد عدوان وتمرد على الدولة وسوف تنتهي بإنتهاء وقف التمرد على الدولة، والتسليم لقيادتها الشرعية، التي هي قيادة القوات المسلحة حتى تنتهي الحرب بنصر مبين بإذن الله

قال:

إذا أنت تفضل قيادة عسكرية

قلت:

دعني أكن واضحا... لايصلح للقيادة زمن الحرب إلا القادة العسكريين... هكذا كان الحال دائما فبريطانيا حكمها إبان الحرب الجنرال تشرشل و فرنسا حكمها الجنرال ديجول وأمريكا حكمها روزفلت...الحرب هي عمل الجيوش وإبان الحرب فالدولة كلها والشعب كله جيش..أما إن أنتهت الحرب، فإن المدنيين من ذوي الكفاءة والأمانه هم رجال الحكم بعد الحرب يختارهم شعب سيد في أرضه لا يجروء أحد أن يمليء عليه ما يفعله وما يتركه إلا الله رب العالمين