✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ غداً تشرق شمس الوعي والبناء
دعونا نكتب عبر (الهمسه الوطنية) مقالات عن (التفاؤل) لسودان مشرق مزدهر بعيدا عن الاحباط ورغم( العتمة التي غطّت سماء الوطن) ورغم (المسيرات) التي تضرب كل صباح يوم جديد مدينة تلو مدنيةورغم نزوح اهلنا من مختلف بقاع السودان المختلفه واخرهم اهلنا من الفاشر ورغم تحمل المغتربين اسرهم واهلهم في زمن صعب طوال فترة الحرب صبرا جميلا ورغم فقدان الاعزاءوالاحباب والشهداء ، ورغم الجراح التي أنهكت الجسد السوداني، يظل في الأفق ضوء لا ينطفئ. سيشرق السودان من جديد، كما تشرق الشمس بعد كل ليلٍ طويل. سيعود مجده، (وتنهض أرضه بالعزيمة والإرادة) ، (لأن أبناءه لا يعرفون اليأس) ، (ولا يقبلون بالانكسار) . او( الخضوع لاي مردود خارجي) لايكون في (صالح الوطن او المواطن)
إن شمس السودان القادمة ليست ضوءًا فحسب، بل وعدًا بالحياة، و(بداية لعهدٍ جديد) تُكتب فيه فصول النهوض والبناء.
رغم الغيوم التي حجبت سماء الوطن، ورغم الليل الطويل الذي جثم على صدور أبنائه، فإن فجر السودان قادم لا محالة. (فالأوطان العظيمة لا تموت) ، بل (تمرض لتتعافى) ، و(تتعثر لتنهض أقوى مما كانت) . و(السودان، بتاريخِه الممتد وعزّة أهله) ، سيشرق من جديد كما تشرق الشمس بعد العاصفة.
لقد عانى الوطن ما لم يعانه أحد، و(تفرّق أبناؤه بين المنافي) ، و(تكسّرت القلوب على أطلال المدن) التي كانت تنبض بالحياة. لكن( وسط كل هذا الركام) ، ما زال هناك من يتمسّك بالأمل، ومن يؤمن أن السودان يستحق أن يولد من جديد. فكل شبرٍ من أرضه يهمس: (غدًا تشرق شمس الوعي والبناء) .
سيشرق السودان( بالإرادة قبل الإعمار) ، (وبالوحدة قبل السلاح) ، و(بالصدق قبل السياسة) . سيشرق( حين يتصالح السوداني مع نفسه ومع أخيه) ، (حين يختار الوطن فوق القبيلة) ، و(المصلحة العامة فوق المكاسب الضيقة.)
إن شمس السودان القادمة ليست شمس الضوء فحسب، بل (شمس الوعي، والبناء) ، و(العزة الوطنية) . (ستشرق لتغسل أوجاع الحرب) ،( وتعيد للأنهار صفاءها) ، (وللأرض خضرتها) ، و(للناس ابتسامتهم) التي غابت طويلًا.
وغدًا، حين يلتئم الجرح وتزول الغشاوة، سيقف السودانيون على (ترابهم مرفوعي الرأس) ،( مردّدين بثقة نحن جند الله جند الوطن)
ها قد أشرقت شمس السودان، وطن العزة والشموخ.
ليس في الأفق ما هو أعظم من أن نرى شمس السودان تشرق من جديد، تضيء طريق الأمل وتعلن( ميلاد وطنٍ لا يُكسر) . فلتكن أيادينا معًا تبني، وقلوبنا معًا تنبض، وإرادتنا واحدة لا تعرف الانقسام. سيكتب التاريخ أن السودانيين، رغم الألم والشتات، نهضوا من تحت الرماد ليصنعوا فجرهم بأيديهم وغدًا حين تشرق شمس السودان، لن تكون شمسًا عادية، بل شمس الحرية، والكرامة، والولاء لوطنٍ لا يموت وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل


