رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ الحقوق تنتزع

الآن وقف ضمير العالم مع السودان، لكنه مجرد تعاطف لم يتخطى حدود التعاطف، فحتى وصف المليشيا الإرهابية بأنها إرهابية لم يتم بل أن بعضهم يساونها مع القوات المسلحة السودانية، والشكر أجزله لمن تعاطفوا مع أهلنا في الفاشر وبارا بعد الجرائم التي حدثت فيهما، والآن بدعم إماراتي لا تخطئه العين ومثبت حتى في مجلس الأمن ومواقفه المخزية بعد ضربه لتقارير السفير الحارث عرض الحائط، والان نحن أمام مفترق طرق إما أن نختار السودان، وإما أن نختار اللهث وراء العالم الذي صمت كل هذه السنين، والآن يكتفي بالإدانة، بل إن تدخله غير محمود، لأنه يمكن أن يفعل البند السابع بضغط من أصحاب النفوذ الدولي ويعقد المشهد السوداني، أو تتدخل المحاور ويصبح مسرحا جديدا لها لتصفية حساباتها مع بعضها البعض دون أن تحسب لأصحاب الأرض حساب.

سادتي ما يحدث في السودان ليس صراع بين جيش وشعب ومتمردين بل إنها حرب دولية مكتملة الأركان، كيف لا وفي كل منطقة تكون في يد المليشيا المتمردة يجدوا سلاحا مصنوعا في دولة والقوانيين الدولية تمنع تمليكه للمليشيات أو الحركات المتمردة، وكلما عرفت دولة المنشا يعلم الجميع تمام العلم الطريق الذي سلكته حتى وصلت للأراضي السودانية، فلماذا الصمت وتجاهل ما يحدث على الأرض؟ ولماذا يلبس الآن الثعلب ثياب الواعظين؟ لماذا نهرج ونصرخ ثم نبكي وكفى؟ لماذا يحاول التدخل الآن وهو يتغطى بثوب العمل الإنساني؟ أين كنتم حين جاع أهل الفاشر وهم أحياء وكان بامكانكم تفادي ماحدث فمثلما أجبرتم السودان على فتح معبر أدري لا من أجل دخول المساعدات الإنسانية ولكن من أجل دخول الأسلحة وحتى الغذاء كانت المليشيا تسرقه وتحت سمعكم وبصركم، سادتي لم يتفاجأ العالم بما حدث في الفاشر فهو يعلم ماذا يمكن أن يحدث في أي منطقة تدخلها المليشيا المتمردة فقد شاهد هذه الفظائع مئات المرات، ثم يأتوا ليقولوا أوقفوا الحرب وأجلسوا مع الرباعية والله يا سودان لا يسعنا إلا أن نقول (أغرب حاجه حسادك أجاويدك) اذا كان هذا الرأي استهوان بالسودان فهو مرفوض فأمريكا التى تصر عليها يبدو أنها تجهل السودان تماما فرغم حصارها له عشرات السنيبن لم تستطيع تركيعه، وجيشه الذي حاول الجميع القضاء عليه بوصفه بجيش الفلول كما فعلت في اليمن وليبيا لم تقدر عليه ولم تستطيع ان تقنع الشعب بفكرتها فحاولت بفرض العقوبات على بعضه، ثم أخيرا سعت بإنقلاب حميدتي عليه ونيته ونية من خلفه الإحلال والإبدال وكل ما يسعون إليه هو تحويل الأسد الأفريقي لمسخ مشوه، وبعد أن فشلت خطتهم هاهم يحولون الأخضر إلى يابس ومحروق، ترى ماذا كان سيحل بهذا البلد إذا نجح الإنقلاب في 15 أبريل.. ماذا كان سيفعل هؤلاء بهذا البلد وهم على سدت حكمه، فهم يحملون حقدا لم يقدر أحد على تشخيصه حتى الآن، فلماذا نستعطف العالم ونحن أصحاب حق وأصحاب قضية وقابضين على جمرها، فقوانيين العالم إنحنت وأغلقت عينيها عنكم فلا تأبهو لها ولا تنتظروا منها شيئا، فصاحب الحق لا يستعطف والحقوق لا تعطى بل تنتزع.