رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/11/4م برئاسة البرهان ؛ مجلس الأمن والدفاع يعقد جلسة طارئة بولاية الخرطوم ✍ الهندي عز الدين : ليس هناك هدنة بل تعبئة عامة وإستنفار للشعب لمواجهة عدوان الجنجويد ودويلة الشر محلية أم روابة وديوان الزكاة والغرفة التجارية يواصلون قوافل إسناد القوات المسلحة مسيرة للطلاب بكوستي دعماً للقوات المسلحة حكومة القضارف وبنك أم درمان الوطني يتفقان على تنفيذ المشروعات التنموية والخدمية جماهير تندلتي تندد بإنتهاكات وجرائم الدعم السريع وتعلن تضامنها مع مواطني الفاشر والي نهر النيل يفتتح عدداً من المصانع بمحلية بربر المجلس الطبي السوداني يقيم إمتحان ممارسة المهنة للأطباء الصين تدين الأعمال التي ألحقت أضراراً بالمدنيين في السودان مندوب السودان الدائم لدى الإتحاد الأفريقي يدعو الإتحاد لتجفيف منابع دعم المليشيا وتصنيفها ككيان إرهابي السيناتور بالبرلمان الأسترالي ليديا ثورب تعلن تضامنها مع الشعب السوداني وتطالب بفرض عقوبات على الأمارات

✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ خارطة نجاة للحب الأخير

بعد أن نشرتُ مقال «أجوبة آخر العمر»، لم أكن أتوقع هذا السيل من الرسائل التي وصلتني من كل صوب… من رجالٍ ونساءٍ قرأوا بين السطور شيئًا من وجعهم الخاص.

الطريف أن بعض الأزواج والزوجات تواصلوا معي معًا، وكلٌ منهم يعتقد أن المقال كُتب عنه هو!

ضحكت حينها في صمتٍ حزين… لأن الحقيقة أن كلاهما كان على صواب.

الرجال كتبوا يقولون: "هكذا هي المرأة السودانية… لا تواكب، تنشغل بالأبناء والوظيفة، وتنسى أن الرجل أيضًا يحتاج من يفهمه."

أما النساء فوجدن في المقال ظلال الرجل الشرقي القديم، "سي السيد"، الذي لا يرى فيها إلا تابعًا أو امتدادًا لصورته الأولى.

وبين هذا وذاك، شعرت أن الطرفين متفقان على شيء واحد: أن الألم متبادل، وإن اختلفت لغته.

تسعون بالمائة ممن كتبوا لي – كما أحسست – يعيشون ألمًا صامتًا مع شريك العمر…

يحملون جراحًا صغيرة راكمها الزمن، حتى صارت جدارًا بين قلبين ينامان في فراشٍ واحد، لكن تفصل بينهما مسافة من الغربة والوجع.

ولم تكن القطيعة وليدة لحظة، بل هي حصيلة مواقف صغيرة تراكمت عبر السنين.

كل مرة خذل فيها أحدهما الآخر دون أن يعتذر،

كل مرة شعر فيها الطرف الأضعف أنه لم يُختر، وأن كفة الآخرين كانت أرجح عند من أحبّه.

إنها خيبات صامتة، لا تُحدث جلبة، لكنها تترك في الروح ندوبًا غائرة.

وحين تتكرر، تتحول إلى جدارٍ من البرود، وإلى صمتٍ طويل يبتلع ما تبقى من دفء العلاقة.

العلاج لا يكون بإنكار ما حدث، بل بالاعتراف بالخذلان،

وبإعادة بناء الجسور عبر الصدق لا المجاملة،

فالكلمة الصادقة في وقتها قد تُعيد للحب نبضه، كما تعيد قطرة الماء الحياة لزهرةٍ ظمأى.

لكن، إلى متى؟

كيف يعيش المرء بقية العمر وهو يحمل فوق كتفيه هذا الصمت الثقيل؟

وكيف ينجو من الغرق، إن لم يكن يجيد السباحة، وليس هناك من يمد له طوق نجاة؟

ربما أول الطريق هو الاعتراف…

أن نعترف بأن الحب مثل الجسد، يشيخ إن لم نرعَه، ويذبل إن لم نسقه.

أن نكف عن اتهام الآخر، ونبدأ بإصلاح ذواتنا.

أن نتعلم الإصغاء لا الدفاع، وأن نتحاور لنفهم لا لنُفحم.

ثم يأتي دورنا تجاه الأجيال القادمة…

علينا أن نمنحهم خارطة طريق للحياة المشتركة،

تعلمهم أن الزواج ليس عقد بقاء، بل مشروع مودة،

وأن المحبة ليست وهج البدايات فحسب، بل صبر النهايات أيضًا.

أن يروا بيننا حبًا حقيقيًا، لا هدنةً باردة ولا مجاملةً اجتماعية.

في آخر العمر، لا نحتاج من يشبهنا بقدر ما نحتاج من يُحبّنا رغم اختلافنا.

فالقلوب لا تُظلِم إلا إذا أغلقت أبوابها أمام الضوء.

وحتى من لا يجيد السباحة… يمكنه أن ينجو، إن قرر أن يتعلم لا أن يستسلم.

ما زال هناك وقتٌ لننجو…

ما دامت في القلب بقية دفء، وفي الذاكرة ظلّ حنين.