رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الجمعة 2025/10/31م ✍ حسين خوجلي : الفريق أبو لولو المهري المجوسي وزيراً للدفاع في سلطة تأسيس وزيرة خارجية جنوب أفريقيا السابقة ورئيسة مؤسسة نيلسون مانديلا تعبر عن أسفها البالغ لفظائع وجرائم مليشيا آل دقلو الإرهابية المروعة في الفاشر جماهير ولاية الخرطوم تخرج في مسيرات هادرة والمساجد تقيم صلاة الغائب على شهداء الفاشر وبارا المصلون بمحلية جبل أولياء يخرجون في مسيرات عقب صلاة الجمعة تعبر عن رفضها لإنتهاكات مليشيا الدعم السريع بالفاشر وكردفان ✍ فتح الرحمن النحاس : بالواضح ؛ شعب السودان يستعد للمنازلة وزير الخارجية يلتقي سفير نيجيريا لدى أثيوبيا والإتحاد الأفريقي ورئيس وفد مفوضية الصحة والشؤون الإنسانية خطب الجمعة بولاية سنار تدعو لنصرة الفاشر وتحث الشباب على الإستنفار ✍ بكري المدني : الحل خارجي ✍ عزمي عبد الرازق : بورتسودان اليوم ✍ عبدالماجد عبدالحميد : إلى الفريق البرهان، إلى رئيس الوزراء ؛ أدركوا الولاية الشمالية قبل فوات الأوان المصلون بمساجد الشمالية ينددون بانتهاكات المليشيا والمرتزقة في دارفور وكردفان

✍ عزمي عبد الرازق : بورتسودان اليوم

وصلتُ مساء أمس إلى مدينة بورتسودان، بعد جولة طويلة شملت خمس ولايات. لم يكن في استقبالي أحد، فقد دخلتُها كما دخل سيدنا موسى مَدْيَن، لا أعرف الكثير من الناس هنا، وقلتُ في نفسي:{عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}.

كانت أول عقبة واجهتني هي الحصول على مأوى، ولستُ وحدي في ذلك، فالأمر عام وشامل تقريباً، وهذا ما ينبغي أن يدفع الحكومة إلى الذهاب إلى الخرطوم، ليس فقط لأنها خنقت المدينة الساحلية بحشودها ومؤسساتها، بل لأن عمليات الإعمار تحتاج إلى ظل رسمي قريب من مواقع العمل والبناء، ينفعل بما يراه ويحسه من معاناة.

من المهم أن يُعاد بناء مركز الدولة في المقرن، فليس ثمة مبرر لإهمال الخرطوم وتركها تموت ببطء. قلتُ ذلك في سري، لكن بورتسودان مدينة لا تعرف الأسرار، حتى أصدافها المكتومة طافية في المياه، مجالسها تموج بخليط من الحكايات المزعجة.

التيار الكهربائي مستقر تقريباً، وهذا أمر مطمئن، أو ربما هنالك برمجة لم يحن أوانها. ألقيتُ نظرة على الأحياء، طافت بخيالي ذكريات قديمة، ثم اتخذتُ سبيلي إلى البحر سِرْباً، أراقب الموج وأتأمل الميناء، يصعب أن تحب هذا الثغر إن لم تكن من أبنائه، فقد حاولتُ مؤالفته أيام الراحل محمد طاهر ايلا — الغائب الحاضر دوماً — إذ لا تزال المدينة الساحلية مفجوعة في رحيله، تبدو وتتلاشى مثل حوريات البحر.

بحثتُ عن شيء جميل أكتب عنه، لا أريد أن أُنكِأ جراح الناس، أسأل الله أن يذهب عنا الحٓزْن، وكما يقول أهلي: "الفيه طيب بنشمّ." صادفتُ هذه الموجة العنيدة التي تلاعبت بالأطفال، وقمت بتصويرها، يكفي أنهم يتقافزون سعداء. ومع ذلك، فقد عزمتُ على أن أكتب عما يشجع الناس على العودة، وأن أركز على النصف الممتلئ من الكوب. الحياة في السودان صعبة وسهلة معاً، إذ طالت غيبتك سوف تعاني، وبمرور الوقت تعتاد على كل شيء، فالرزق هنا وافر وطيب، الرزق تلاقيط، يحتاج إلى مُباصَرة، وإن كان ثمة شيء مزعج فهو الجبايات التي أثقلت الكاهل، ومحاولة سد العجز من جيوب الناس، رجال المرور في كل مكان، فواتير الكهرباء تُدفع بأثر رجعي، عن طريق ما يسمى بالتسويات. العبء الضريبي موجع، وهو ما يشتكي منه أصحاب المصانع، ومع ذلك حبل الصبر ممدود، والأجمل أن الناس يقفون مع جيشهم، أوجعتهم جرائم مليشيا الجنجويد في الفاشر، وهم على أهبة الجاهزية للدفاع عن وطنهم.

هكذا آليتُ على نفسي أن أبشر بالخير، أو كما قال الدكتور عبد الله علي إبراهيم: "تفاءلوا بالوطن تجدوه". خطتي إن كان لي من شكوى، سوف أكتب عنها، أو أرفعها إلى الجهات المعنية وأسعى معهم في إيجاد الحلول، ولذلك عندما أتيحت لي فرصة لقاء وزير الزراعة والري، البروفيسور عصمت قرشي، أخرجتُ هاتفي وقرأتُ له رسالة من المواطن عابدين بانقا من أبناء الجزيرة، يشكو فيها من الضريبة الباهظة على المزارعين، ومن أزمة الري والقنوات، والأخيرة معضلة قديمة لم تجد من يعيرها اهتماماً.

غير أن الأمل في الوزير الحالي كبير، فهو خبير مُلِم بتعقيدات هذا الملف، يكفي أنه عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم، أما فيما يخص الري ومشروع الجزيرة ومحافظه، الذي يبدو أنه يفكر بطريقة مضطربة، فهناك ما هو خافٍ عن الناس، ويحتاج إلى كتابة معمقة.

ولنا عودة.