رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
وزارة الخارجية والتعاون الدولي تنفي وجود أزمة داخلية وتشجب الإشاعات الكاذبة ✍ مُرتضى أحمد الخليفة : حديثكم ؛ سودان مابعد الحرب ✍ الطريفي ابونبأ : عرق في السياسة ؛ الاستدلال بالتجارب ضرورة للحد من الجريمة اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين لولاية الخرطوم توجه بوضع خطة عاجلة لتأهيل الطرق بالولاية ✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ الحقوق تنتزع قائد الفرقة 19 بمروي : جاهزون لأي طارئ القائم بالأعمال بالسفارة السودانية بأنجمينا يدعو إلى تصنيف الدعم السريع منظمة ارهابية ومحاسبة داعميها سفير السودان بالقاهرة يدعو القنوات والوكالات المصرية والعربية والأجنبية لتنوير حول إنتهاكات مليشيا الدعم السريع والوضع الإنساني بالفاشر لجنة أمن الخرطوم تقوم بطواف ليلي لتفقد معابر وإرتكازات تأمين الولاية مندوب السودان بجنيف يقدّمُ تنويراً بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية بشأن فظائع المليشيا الإرهابية في الفاشر وبارا ✍ الطيب صالح العطا : كلام القوم ؛ المسكوت عنه أفظع ✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ عندما تنتصر الإرادة

✍ د. عبدالسلام محمد خير : إعلامي بصماته تجلت برحيله المخرج (دخيل الله)

= صفحات من كتاب(بصماتهم تدل عليهم)تحت الطبع،د.عبد السلام محمد خير:

0..هذه أطراف من سيرة إبداعية سخية إستبان ثراؤها فقط يوم الرحيل،وكم مثلها..فى غمرة الأحزان تذكرنا أن سيرة بهذا الثراء كانت هناك،ماثلة فى حضوره الإعلامي الكثيف وبصماته الإخراجية التي ألفها الناس عبر برامج وسهرات ومسلسلات مخدومة..فضلا عن مباريات تبث في أقسى الظروف..هذه المرة مخرج المباراة غادر الميدان للمستشفى..سبقه توكله على الله، قرين نية(التفاني)في حق الآخرين، إخلاصا لبلده، فأبقته طي بصماته، والحمد لله..هكذا مضت الأحداث،وللرواية بقية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يقولون(دخيل الله)وكفى!..نداء مريح،جامع لسيماه ..ما إنشغل بالتفاصيل المهنية ولا بالدرجة العلمية التي أحرزها..تراه في(حوش التلفزيون) متكئا على شجرة.. هذه(الإتكاءة) هي مكتبه ومحط تلاقيه،وتفكيره..كان همه الإستزادة علما ومهنية.. إنه باحث- أيضا، وله دراسات عليا كما ورد.. إقترن إسمه بمجالات الإخراج والتمثيل والكتابة الصحفية..تفاصيل التي ظلت غائبة،تواضعا.. تلاقيه هاشا باشا، يفيض رضاء تجاه نفسه وتراضيا مع الكافة..إنسان جدير بأن يعرف والناس يستبشرون بمن يتفاني فيما يليه والأمور عصيبة.

0..ملامح لمن ضرب مثلا ومضى:

(الذكرى للإنسان عمر ثان).. الطابع الإنساني في الإنسان هو ما يتغلب فيبقيه في الذاكرة بعد رحيله.. مرت سنين، رحمه الله، وهو يتراءى في الخاطر عبر صدى إبداعاته وتواتر ذكريات أيام العمل، صادقة ونبيلة- مثله..إن الأشياء الصادقة ونبيلة(ثقافة).. لذلك تبقى في الذاكرة حين ينسي الناس كل شىء..أقرب مثال البرامج المحضورة، المؤثرة، التي تعلقنا بها يوما، وما نسيناها.. ولا نسينا أصحابها،من معدين ومقدمين وفنيين ومخرجين وكامل فريق العمل الذى يجهد نفسه من أجل ملايين لا يعرفهم شخصيا،فقط ينتمي إليهم..وهم أيضا لا يعرفونه شخصيا، لكنهم يترقبون أسماءهم كمسك ختام للبرنامح، تتويجا بتوقيع المخرج- وكأنه صديق حميم نترقبه(محمد سليمان دخيل الله)..إسم يتجلى قرين نكهة برامج عديدة محضورة ومسلسلات.

البرامج تتعدد وتزدهي..(الصلات الطيبة) مع محجوب عبد الحفيظ وبروفيسور فيصل محمد مكي،(بين الفن والسياسة) مع الإعلامية ليلى المغربي،(خد وهات) مع الفنان إدمون منير، و(صدر المحافل) مع الباحث عوض بابكر، (نسايم الليل) مع الاستاذ إبراهيم أحمد عبدالكريم،(مع المتفوقين) مع أحمد الملك..وهو مشارك في إخراج البرامج الدعوية التي أخذت طابع التفاعل مع الجمهور..رحم الله جميع من رحلوا.

إشتهر بنقل المباريات الساخنة على الهواء،من شتى الأمكنة..كانت آخرها بمدينة ود مدني، مباراة في الدوري السوداني الممتاز.. وهو عائد لبيته، توفي إلى رحمة مولاه، إثر علة مفاجئة - الخميس 6 فبراير 2014، بمستشفى أم درمان.. عليه رحمة الله.

0.. سيرة ذاتية.. من هو؟:

عهدته المنصات عطاء وشهرة وتواضعا وبشاشة، لذلك أصبحت سيرته على كل لسان، وعبر الشبكة الإلكترونية.. الميلاد عام 1960م بمدينة دامر المجذوب، ولاية نهر النيل، درس بمدارس الدامر، وبرزت موهبته الفنية في الجمعيات الأدبية منذ المرحلة الإبتدائية والمتوسطة.. الظهور الأول كان في الدورة المدرسية القومية عام 1978م، نال جائزة أفضل ممثل، وكانت نقطة إنطلاقه نحو عالم الفنون والإبداع..إلتحق بـالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وحقق ما يحفز أترابه من بعده للجمع بين النظرية والتطبيق.. أجرى بحثا تطبيقيا في مجاله، فنال درجة الماجستير في الإخراج الدرامي برسالة عنوانها "رؤية المخرجين في تطوير الدراما التلفزيونية".

الزملاء يفيضون فى مسيرته المهنية..إلتحق بالتلفزيون في عام 1980م، وتدرج كبيرا للمخرجين، فمديرا لوحدة البث..تولى عدة مهام متصلة بالإخراج،منتج ،منفذ لمباريات كرة القدم، خاصة في الدوري السوداني الممتاز، عمل مساعد مخرج مع كبار المخرجين السودانيين- فاروق سليمان،بدر الدين حسني،صلاح السيد، رحمهم الله..أصبح يُعد من رواد الإخراج التلفزيوني..جمع بين الإبداع والإحتراف وترك أثرًا لا يُنسى.

0..من زامله سنين عددا،وخاواه، المخرج عبدالعظيم قمش،يقول إنه(فنان مطبوع، شغوف بالمعرفة،صديق القلم والكتاب..تخرج في المعهد العالي للموسيقى والمسرح عام 1969 -دفعة يحي فضل الله،جلال البلال،وعباس الزبير..تميز بثقافته الواسعة كباحث..شغوف بالتبحر في مجال الثقافة السودانية،له كتب ومقالات فى قضايا الفن والإبداع.. كان له حضور في الصحف كمثقف وفنان شامل..عمل مخرجا لبرنامج الرياضة لسنوات،ممثل،شارك في عدة مسلسلات وأخرج أعمالا درامية كبيرة،منها مسلسل(الشفق الغريب)للأستاذ هاشم صديق،بمحتوى غير تقليدي، به عمق فلسفي متداخل.

مدير إدارة البرامج الرياضة بالتلفزيون، الأستاذ كمال حامد، يفيض وفاء(إنه رفيق درب ومشاركا في المناسبات..متواصل..هو أول من رحب بكتابي (سنة ثانية تلفزيون).. لازمني بعد المرحوم بدر الدين حسني في إخراج(عالم الرياضة) ومختلف برامج إدارة للبرامج الرياضية..كان صاحب النصيب الأكبر من الإشادة..إنه صاحب رؤية، شجاع.

كمال يضيف: من لمساته الإبداعية أنه أخرج سهرة قدمتها مع الفنان خضر بشير في بيته بشمبات..سهرة وصفتها اللجنة العليا للبرامج بأنها كانت ضد التقليدية، حضورا وأزياء وديكورا وإخراجا..تميزت كسهرة من خارج الأستديو ونال دخيل الله إشادة جديدة مستحقة.

0..سهرة متفوقة ..(مع المتفوقين):

الشيء بالشيء يذكر..فإني وفريق إدارة البرامج التعليمية المشرفة على برنامج(مع المتفوقين)من إخراجه وتقديم المبدع أحمد الملك،وعلاقاتهما الواسعة، إبتكرنا سهرة تضرب مثلا في(التفوق)..حشدنا نماذج للمتفوقين في عدة مجالات لتعزيز فكرة التفوق وإشاعة ثقافة التميز وتعميم منهج تكريم من يشكلون إضافة.. فكرة السهرة برزت بعد تقديم نماذج لمتفوقين يعملون تحت الشمس، منهم شرطي الحركة المشهور بتنظيم المرور على نهج(قائد الأوركسترا)..لقد أفلح في مواجهة الإختناقات المروية متبسما..إنه نموذج لأداء العمل بتفوق - عل تفوقه يكون عنوانا للأداء العام - الكل يتفوق في أداء ما يليه.

0..ختام ومبتدأ..(محطة دخيل الله):

يختم كمال:(يسرنا ما يسره، ولقد إحتفلنا معه مؤخرا بدخوله منزله الذى شيده بعصارة كفاحه، بحي أم درماني طرفي..الآن محطة على شارع بيته تحمل إسمه، دليل محبة أخرى، محبة أهل الحارة، عنوان تعلق الكافة بإسمه،جلي الصدى، طلي الذكرى)..من جانبي تصورت أنه من هنا(محطة دخيل الله)-(متكأ)و(شجرة) و(سبيل) للغاشي والماشي، تبدأ مشاهد فيلم وثائقي عنه بهذه الدلالات- لصيقة سيرته ،رحمه الله وجميع من رحلوا، وبارك في عقبهم، ونفع الأجيال بصنيعهم الباقي ونهجهم المقدام..والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،الصادق الأمين..المبعوث رحمة للعالمين.