رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
ملخص المساء الأخباري الخميس 2025/11/20م ✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ القطار لحظات فاصلة ✍ الهندي عزالدين : إعتذار رئيس الوزراء ✍ مُرتضى أحمد الخليفة : حديثكم ؛ آسيا أُمة وشجاعة ونضال والي وسط دارفور يرأس قافلة الدعم والإسناد المقدمة لوافدي مدينة الفاشر بمحلية الدبة ✍ د. طارق عشيري : هل تنجح المبادرة السعودية في حل الأزمة السودانية؟ والي الخرطوم يشيد بأداء هيئة إذاعة وتلفزيون الخرطوم رغم ظروف الحرب والامكانيات المحدودة منظمة تجمع الأطباء السودانيين بالولايات المتحدة تلتزم بتقديم الدعم الإنساني وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع الصحي المتأثر بالحرب وزير الصحة يبحث إنشاء مصنع للمواد التشخيصية الصحية المتطورة في السودان وزير الخارجية يتلقى تنويراً من المنسق المقيم للأمم المتحدة للشئون الإنسانية عن زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية إلى ولايات... وفد من الصحفيين الأجانب يزور السودان للوقوف ميدانياً على الأوضاع عضو مجلس السيادة د.نوارة أبو محمد تلتقي القائم بأعمال سفارة اليابان بالسودان

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ القطار لحظات فاصلة

لا شيء يُشبه لحظة تحركه جنوباً، حاملاً معه شتات الناس وقلوبهم المليئة بالشوق. فقد أطلق قطار العودة الطوعية رقم (33) صافرته معلناً بداية رحلة جديدة من القاهرة إلى أسوان، ومنها إلى حلفا فالخرطوم وعطبرة. رحلة ليست مجرد إنتقال جغرافي، بل عبور رمزي من ضيق الغربة إلى فسحة الوطن مهما كان مثقلاً بالجراح.

على مقاعده جلس 1200 سودانيا، فيما سارت خمسة بصات أخرى تكمل الموكب الطويل للعودة. مشهد يختلط فيه الحنين بالحذر، وتلتقي فيه دموع الوداع بنبض الأمل، بينما تسير الرحلة، بإيقاع رتيب لكنه مطمئن، على سكة أعادت ضبط وجهة الكثيرين بعد سنوات الحرب.

سادتي إن منظومة الصناعات الدفاعية ـ المنفذة لبرنامج العودة الطوعية المجانية ـ تمضي في تنسيقها المستمر مع هيئة السكة حديد المصرية، في ترتيبٍ يعكس عمق الروابط التي تجمع الشعبين رغم قسوة الظروف. الإجراءات المنظمة، التسهيلات، وترتيبات السفر التي تمتد من محطة رمسيس إلى السد العالي في أسوان، كلها تفاصيل تبدو صغيرة لكنها تصنع فرقاً كبيراً في حياة العائدين الذين يحمل كل واحد منهم حكاية أثقل من حقيبته.

سادتي على الرغم من أن التسجيل للعودة أختُتم في نهاية أكتوبر الماضي إلا أن الرحلات مستمرة لتفويج المسجلين، تخرج كل أسبوع كنبض متصل لا يتوقف حتى يكتمل تفويج كل الأسماء المسجلة، ووفقاً للقائمين على امر القطار فإن جميع الرحلات ستكتمل بحلول ديسمبر القادم ولم يخفو تحركاتهم الجارية لزيادة عدد الرحلات من مصر إلى السودان، حتى لا يظل أي راغب في العودة عالقاً بين خيارين أحلاهما مُر.

سادتي هذا القطار بالمعنى المجازي ليس مجرد وسيلة نقل، بل جسر إنساني يعيد ربط السودانيين بوطنهم، جسر يذكّرنا أن الحرب مهما فرّقت الناس، فإن العودة تبقى الخيار الأكثر رسوخاً في قلوبهم. فالوطن، وإن كان متعباً، يبقى المكان الذي يعود إليه الجميع في النهاية، تماماً كما يعود القطار كل مرة إلى محطته الأولى.