✍ الطيب صالح العطا : كلام القوم ؛ هيجتني الذكرى

صورة لي أرسلها إبن خالي خالد محمد الحسن وأنا في قمة جبل في اليمن السعيد صنعاء أعادتني لشهر فبراير عام الف وتسعمائة وتسعين للميلاد حيث كنت ضمن وفد الأسواق الحرة بإصرار من المدير العام عمر الفاروق خوجلي هباني بنظرته الثاقبة وفكره التجاري بإضافة عنصر شاب لمعرفته بطبيعة اليمن وصعوبة العمل والحركة فيها وكان له مااراد حيث حققت الرحلة مايفوق الأربعة مليون دولار امريكي كأكبر إنجاز لرحلة خارجية فشكرا للمدير الناجح والرجل الذكي سليل الحسب والنسب السيد فاروق هباني حفظه الله ٠

ساحكي لكم عن هذه الرحلة وعن أعظم الرجال من مبدعي ومثقفي بلادي والذين تعلمت منهم الكثير في تلك الرحلة ٠

اليمن السعيد رد الله غربته كان الجو باردا وصنعاء تقف شامخة علي إرتفاع إحدي عشر الف قدم فوق سطح البحر وبعد كده في ناس ساكنين الجبال وطبعا الأوكسجين فيها خمسين المئة مما يوثر علي النفس ويتعب أصحاب الأمراض وبرغم ذلك البلد جميل واهله طيبون يحترمون اهل السودان ويحبونهم فلا غرو أن الإيمان يماني والحكمة يمانية ونفس الرحمن يماني٠

وكانت الجالية قمة في الرقي والتحضر والعلم والثقافة وصادفت الرحلة إحتفالات الجالية بعيد الإستقلال المجيد وعدد من مبدعي ومثقفي بلادي وصناع الإستقلال كنماذج تمثل اهل السودان وسعدت بصحبة عدد منهم وكنت بحكم السن خادم للجميع ومستمعا جيدا لعمالقة بلادي ٠

ابدا لكم بعمنا الأستاذ محمود الفضلي هذا الرجل هو الوطنية تمشي علي رجلين سأذكر لكم موقفا واحدا فقط كنا قد طلبنا تأشيرة للوفد من السفارة السعودية في صنعاء وكانت المسالة سهلة جدا ولكن لظروف فتور العلاقة بين السودان والمملكة السعودية أثر تلك الحقبة:

بين ليبيا والسودان والعراق واليمن

وثبة إلي الامام فوق هامة الزمن

تم رفض الطلب وتبرع دكتور يمني له علاقة بالسفير السعودي بان يستثني عمنا الفضلي لأنه من صناع الإستقلال وله سيرة ناصعة وهو محتاج لزيارة إبنته هناك فوافق السفير وطلب جواز السفر ولكن الدكتور تفاجأ برفض عمنا محمود الذي قال: جزاك الله خير انا حاجه ماعملتها لي سفارتي مادايرها!!! رحمك الله يا ابو الوطنية لم تعلم كم بدل قومك من بعدك وغيروا!!!

أما عن الهرم الباذخ أستاذ فراج الطيب السراج فهذا الرجل شامخ أبي لا يتحدث كثيرا إلا عند الطلب وقليلا مايتبسم سجلنا سهرة من جزئين للتلفزيون اليمني جزء قبل صلاة الجمعة وآخر بعدها في منزل السفير طه مكاوي ٠في فترة الإستراحة ناقش المذيع أستاذنا فراج عن الشعر الحر وكان المذيع من رواد هذا النمط مارايك استاذنا في الشعر الحر؟ رد استاذ فراج؛ لا اعرفه ٠صاح المذيع كيف لا تعرفه؟ رد استاذ فراج؛ أنا اعرف فقط الشعر المقفي الموزون الذي يقع في بحور الشعر السبعة المعروفة٠ قال المذيع بصوت فيه إستنكار؛ انت ياأستاذ متعصب جدا!! رد استاذ فراج انا متعصب جدا مع المتساهلين جدا امثالك: ورفض ان يكمل السهرة رحم الله ابو اللغة العربية وفارسها سليل اهل العلم والشرف٠

أما عن صديقي وشيخي وحبيبي بن البادية فهذا عالم من التواضع والأدب وجميل الخلق وهو ملك للحكاوي الرجل الذي لا تستطيع ان تنام جواره ليلا من كثرة ذكره وصلواته علي حبيبه وهو قابض مسبحته في عشق عجيب وثنائية مبهره٠غني في هذه السهرة بإحساس عجيب؛ نبني مجدك يا بلادي

فابكي العود وابكانا آه من عشق الوطن عند شيخ صالح ليت أهلي حولوا هذه المشاعر إلي برنامج عمل فعلي!! رحمك الله واسعدك كما اسعدتنا٠

اما شاعرنا الحنين أستاذ التجاني حاج موسي رغم عدم جلوسنا كثيرا في تلك الرحلة ولكن علي قلة الأوقات التي حظيت بها معه جعلتني أعرف معني أن يكون الشاعر مرهفا رقيقا حقيقة هو نموذج للحب والرقة والذوق وتاكدت انه تربية امنا دار السلام وأنه رضع المحبة والإلفة والود ٠

يا مرضعاني الطيبه بالصدر الحنين

الله يسلمك

سلمك الله وسلمها من كل شر دنيا وآخري ورحمها وكل الأمهات٠بارك الله في عمرك رجال من طينة نادرة لا تشبهها إلا طينة المدينة المنورة علي صاحبها ازكي الصلاة والسلام

كسرة:

أمنا وديدة قابلة مباركة داية قانونية خدمت معظم اهل امدرمان القديمة يدها مبروكة وقلبها ابيض وحنينه ماخده الطريق من ناس الشيخ قريب الله وهي كريمة رحيمة مخلصة في عملها بس عندها شوية دروشه يعني ممكن ترمي الكلام ساي اها دا بخوف اهلنا يوم قالوا ماشين مستشفى امدرمان لزيارة اسماء بنت الصديق إستاصلوا ليها الثدي وطبعا وديدة عاد ست المستشفى مافي كلام قاموا إشترطوا عليها كان مشيتي معانا خشمك عندك وافقت النسوان مشوا وزاروا وهي ساكته ودعوا المريضة وطلعوا اها وديدة إتاخرت جوه لما بقت مع المريضة براهم قال ليها(ولا تخافي فلانه ديك مش بتعرفيها عملوا ليها نفس شغلتك دي سنتين حتي ماتت)!!!

اجي ياوديدة دا قون المغربيه ذاتو٠٠٠

رحمهم الله جميعا