✍ آدم تبن : حكاية من حلتنا ؛ شركات الإتصال حتى لاتضيع الفرصة

خلق الإنسان ليكون كائنا إجتماعيا حيا فى مجتمعه يصاحب ويماسى أهله وجيرانه مهما عظمت مكانته وإزدادت مشغولياته وفى بلادنا السمراء يجد أغلب الناس متعة فى التواصل الإجتماعى فى أفراحهم وأتراحهم تجدهم مهمومين بزيارة مريض أقعده المرض وحرمه من الحركة يخففون عنه آلام المرض أو كبير سن عجز أن يخرج من غرفته يعيدون معه ماضى الذكريات الجميلة أو مسافر رد الله غربته يحمدون له سلامة الوصول ويتجاذبون معه أطراف حديث الغربة ومرارة حرمانها ييتشوقون لحكاية الغربة التى تأخذهم الى مجتمعات ذات عادات وتقاليد تختلف قليلا عن عادات مجتمعنا السودانى التى بدأت تتأثر بعوامل غربة الأبناء عن وطنهم فهناك لامجمالات إلا فى حدود ضيقة نراها هنا تعسفا فى المعاملة وتضييقا للحياة الإجتماعية فلا جلسات طويلة تتخللها القهوة والشاي فى صيوان فرح أو حزن ، فالكل مشغول بإنجاز مهام عمله الذى كلف به ، فالعمل عندهم مسئولية تتطلب السرعة والإنجاز وليس الغياب أو التأخير أو حتى التراخى أو التسويف ، فتطورت بلدانهم وعم التغيير الإيجابى كل جوانب حياتهم .
عموما وحكاية من حلتنا تغيب لفترة طويلة عن معانقة قراءها نقدم إعتذارا عنه والأمل معقود على المواصلة مهما بدت الصعوبات التى تساهم كثيرا فى الغياب فهنا شبكات الإتصال لم تعود كما كانت من قبل فإنقطاعها أصبح هو السمة الأساسية التى لا فرار منها ، حيث أصبحت أغلب الهواتف تستخدم لمعرفة الوقت أوالإضاءة ليلا حتى كاميراتها غير فاعلة فى إلتقاط الصورة المتميزة والسيلفى لعدم جدوى مشاركتها فى مواقع التواصل الإجتماعى فى القروبات والأصدقاء ، فالتواصل الإجتماعى يقرب المسافات بين الناس ويسهل عليهم معرفة أحوالهم وقضاء حوائجهم المتعددة ، فعندما يغيب عضوا منهم يفقدونه ويسألون عن حاله ويطمأنون عليه ، ويالها من ميزيات إيجابية تسهم فى زيادة الترابط الإجتماعى بينهم ويصبحون مجتمعا متفاعلا مع بعض ، وأصبحت أغلبهم يطرحون مشكلاتهم بحثا عن حلول واقعية تساعد على تجاوزها مهما صعبت وتجزرت المشكلات ، فمن يبحث عن فرصة عمل تجده يسأل ويتابع ومن يريد العلاج والدواء يطرح مشكلته وينتظر الإجابة .
نعود ونقول هكذا فقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى لها من الأهمية لمجتمعنا ، مما يدعونا الى أن نرسل رسالة الى شركات الإتصال بأن تجد مثل هذه القضايا الإهتمام بها خاصة وأن الشركات لها بند للصرف يسمى المسئولية الإجتماعية فبدلا من زيادة أسعار خدماتها للمشتركين عليها بخفضها تخفيفا لهم فإن حرب الخامس عشر من أبريل أثقلت عليهم وزادت تكاليف معيشتهم ، فبدلا من تغذية الرصيد لتفعيل خدمة من خدمات الإتصال يفكر المشترك فى تحويل مبلغ الخدمة لشراء بعض إحتياجات أسرته المتجددة ، فكم من مشترك أصبح خارج الخدمة بفعل تلك الزيادات التى تفاجئه بين طرفئ النهار وعندها يقرر صامتا مقاطعة شركة أو شركات الإتصال لعلها تتراجع عن ما أقدمت عليه من زيادات ، ومعروف أن هنالك بدائل سيلجأ إليها المشترك إن لم يجد أذنا صاغية من شركات الإتصال وما أصعب البدائل التى ستكون خصما على الشركات ، فقبل سنوات عندما لم تستجب شركات اللحوم بخفض أسعارها لجأ الناس الى مقاطعتها بصورة جماعية وعندها لم يجد الجزارين من يشترى لحمتهم فبارت اللحوم وعندها أدخلوا ثقافة مناداة الزبائن بالمكروفات لجذبهم لشراء اللحوم ولكن هيهات فقد ضاعت الفرصة.