رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
✍ أحمد الشريف : كتابات ؛ لماذا وزارة للري الفرقة السادسة مشاة تحبط محاولة تسلل لمليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر رئيس مجلس السيادة يطلع على نتائج مشاركة وفد السودان في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ سد النهضة .. سهم إثيوبي في الحرب !! (2) وزير الداخلية يرأس إجتماع الآلية الوطنية لحماية المدنيين وزير التعليم يتفقد مطبعة الوزارة بحي كوبر ببحري إفتتاح مستشفى أحمد قاسم للأطفال ببحري بسعة أولية 80 سريراً سنار توقع إتفاقيات تعاون مشترك مع التأمين الصحي لدعم وتعزيز التغطية الصحية والإجتماعية ✍ فتح الرحمن النحاس : بالواضح ؛ رئيس الوزراء يستنهض الإرادة الوطنية في عروق الأمة السودانية عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر يتفقد عدداً من المصانع بولايتي الخرطوم والجزيرة عضو السيادي د. سلمى عبدالجبار تتفقد الجرحى والمصابين بالمستشفى العسكري بمدينة مروي عضو مجلس السيادة د. سلمى عبدالجبار تتفقد عدداً من المؤسسات الصحية بمحلية مروي

✍ آدم تبن : حكاية من حلتنا ؛ ياضيفنا لو زرتنا

وحكاية من حلتنا تشبه حلتنا فى أخلاق وصفات أهلها فى وطننا السودان ، فهنا الضيف له مكانته الخاصة فى نفوس مضيفيه، لا يتوانون فى خدمتة ولا يتضجرون من إجابة طلباته ، فالصيف عندهم يستحق أن يخدم دون تكلف أو عناء ، فكما يقولون (ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب المنزل) وفى حلتنا تجد مقام الضيوف معروف ومشهور يسمونه (الديوان) أو (الخلوة) وطبعا بأثاث بسيط سرير حديد وعنقريب هباب وبرش سعف وتبروقه وإبريق للصلاة وزريبة شوك أو حوش بالمواد المحلية تحيط به من كل الجوانب ومكان لربط الدواب يسمى ب(الزريبة) ، وهاهى المدينة فى بلادنا تخلقت بأخلاق أهل الريف ، ولم لا فأغلب من يسكنون المدينة ترجع أصولهم للريف ، وهنا فى تلك المدينة رسمت خرائط مبانيها السكنية متضمنة مكانا للضيوف أطلق عليه (الصالون) وهى كلمة جميلة معنى ومبنى حيث يمتاز الصالون بأثاث وأرضية فخمة وإنارة وتكييف وتلفزيون وهاتف فى وقت مضى حلت محلها الهواتف المحمولة والشاشات الكبيرة ، ومابين الخلوة والصالون نعيش على ذلك الإرث الإجتماعى الخلاق .

وأهل بلادنا ينامون على رصيد وافر من الإجتماعيات الحميدة التى سارت معهم لسنوات طوال لم تغيرها رياح التغيير التى هبت بعنف عليها شديد ، لكنها تكسرت فى بداياتها ولم تجد لها مكانا يستضيفها كما كانوا يستضيوفون ضيوفهم من عابرى السبيل الذين تجبرههم الظروف على مفارقة ديارهم التى يحبونها، ومن منا لا يحب دياره ومثلنا السودانى يسير بيننا دائما (وطنى ولا ملى بطنى) فعندهم تقدير الوطن وحبه مقدم على الشبع وإن كان الأكل لذيذا وطاعما، فلايهدرون كرامتهم ووطنيتهم بلقيمات يسددن الرمق والجوع الشديد ، وتجدهم يشددون على الإهتمام بضيوفهم وإكرامهم حتى وإن لم يكن فى البيت مايأكلونه هم ناهيك عن أن يستضيفوا ضيفا أو ضيوفا قادمين من بعيد وقد أرهقهم المسير ووعثاء الطريق لافرق بين أن يكونوا (راجلين) أى يمشون على أرجلهم أو يركبون (الدواب) وهى الحمير والجمال والخيل ، فيتساون فى حاجتهم الى الراحة والطعام والشراب وبعدها إما يواصلون مسيرهم أو تطيب لهم الأرض وأهلها فيضعون عصا ترحالهم بها قد تطول مدة بقائهم أو تقصر ، وكل ذلك بفعل ماوجوده من ترحيب وإكرام يفوق فى بعض المرات حد الوصف ويصبح كأنها أحاجى تقصها الحبوبات للصغار عندما يحين وقت نومهم ليلا .

ومحدثى يقول لى فى هجعة وسكون الليل قدم إلينا فى منزلنا ضيفا مرهقا يركب حمارا تبدو عليهما أثار التعب وإرهاق السفر ، فضلت ضيفى على الخلوة وأنزلت راحلته وذهبت بها مكانها المخصص ، ثم قدمت له الماء ليشرب ويأخذ قسطا من الراحة يستجم من عناء رحلته الطويلة ، وهنا أعلم أن بيتى ليس فيه مانأكله نحن أهله فكيف نستطيع أن نوفر طعاما يأكله الضيف ، ذهبت إلى زوجتى أخبرتها بخبر الضيف إحتارت كإحتبارى من أين لنا بطعام للضيف !! لكنها تذكرت أن بالبيت بقية من الذرة إدخرناها للزراعة فى موسم الخريف ، وكانت تلك هى نعمة قدوم الضيف إلينا ، دبرنا وجبة عشاء لا تقل قيمتها الغذائية عن أى وجبة فى أفخم المطاعم وسترنا حالنا مع ضيفنا الذى كان سببا فى أن يتناول أهل العشاء بعد أن كادوا أن يبيتوا القواء ، يعنى لو ما الضيف جانا فى البيت كان البيت كله بيت جيعان ، ويا فرحتنا بقدوم ضيفنا إن كان من الأهل أو عابر سبيل فكل ما كان بعيد المنال أصبح سهل المنال ، وياربى كتر لينا من الضيوف عشان نقدم لهم مانستطيع وهاهو رسلونا الكريم يأمرنا بإكرام الضيف (من كان منكم يؤمن بالله فليكرم ضيفه) وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم.