✍ فتح الرحمن النحاس : بالواضح ؛ إيلا مدرسة الإنجاز والإبداع

إيلا مدرسة الإنجاز والإبداع...
والمثل الحي للقيادة المنتجة...
والعبقرية في صناعة الجمال..!!
كل مدن السودان جميلة وموحية بالقصائد الممتعة أما ماظل ينقصها أنها لم تجد من يستخرج جمالها المكنون، فظلت (حبيسة الحيرة) في أنتظار من يستطيع أن يعصر (رحيقها) ويملأ به (دنان) ساكنيها والزائرين فيسكرهم بحبها..لكن الراحل (الرمز الوطني) محمد طاهر إيلا جعل هذا (ممكناً)، وأثبت أن (أقصر) الطرق للجمال هو أن تجعله (هدفاً) وله (مسكن) في نفسك، ولما مشي في درب الجمال، استطاع إيلا أن يجعل مدينة الثغر (حورية ودرة) في شرق السودان محفوفة بالصدف والمحار والكوكيان وشهقات البحر والإضاءة الأنيقة، ولم يكن إيلا حينها يحمل (عصا سحرية)، بل كان يمتلك القدرة علي تفجير (الإبداع)، والجرأة في إقتحام (الصعاب) ومعافرة ماهو (مستحيل)، ليصل في نهاية المشوار (المضني) إلي إنتاج مدينة (تستحم) في أضواء الليل وتعبئ في النهار أكواباً من الأناقة والوسامة لكل من يحط علي أرضها..!!
مدرسة متفردة من الإبداع وصناعة الجمال (أشرع) إيلا أبوابها وأبحر (بمنهجها العبقري) في زمن (العسر)، وتصدير (المتاعب) إلي الوطن، وتجهم الحصار الإقتصادي، وللمدرسة (حكايات) وقصص تروي وتظل (خالدة) في ذاكرة الشعب، يوفر منهجها (مرجعيات) في الطموح واقتحام الصعاب وإمكانية أن (تولد) كل مدن الوطن في (جنان نضيرة) ودفقات من (الإبهار والإشراق).. وكم كان من (خربوا) المدن والممتلكات العامة و(قتلوا) فيها كل شئ جميل واغرقوها في الفوضي والكآبة باسم (خرافة التغيير)، كم كانوا في (حاجة ماسة) للإلتحاق بمدرسة إبلا ليتعلموا الفرق بين من يبني وطنه وبين من يخربه، ربما كانوا علي الأقل غشيهم (الحياء) من (حماقاتهم) التي سادت خلال زمانهم البئيس..!!
رحل إيلا وقد كتب اسمه في منظومة (الأبداع الرفيع) التي استطاعت (كفاية) السودان من التعليم والصحة والإتصالات و(البني التحتية) والنفط والسكر والقمح، ومن قبل ومن بعد الأمن...رحل إيلا وستبقي ذكراه تحدث أجيال الأمة المتعاقبة، أن (قهر المستحيل) كان من الصفات البارزة والملازمة لتلك (السنوات الخصبة) التي كان هو واحد من رجالها الذين قدموا لوطنهم (أفخم العطاء) وأعلوا سقوف القيادة (المنتجة) فارتوي شعبنا من كؤوس وفائها المترعة..!!
رحم الله محمد طاهر إيلا وأجزل له العطاء بقدر ماقدم من خدمات جليلة لوطنه وشعبه ونسأله تعالي أن يفسح له من النعيم مايشاء في جنة عرضها السموات والأرض..
(إنا لله وإنا إليه راجعون)