رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
✍ عبدالماجد عبدالحميد : هل يباشر بعض أعضاء المجلس مهاماً تنفيذية ليست من اختصاصاتهم ✍ الهندي عز الدين : لجأوا مؤخراً إلى استخدام أسلحة كيميائية وغازات سامة محظورة دولياً ✍ بدر الدين الباشا : الكرة السودانية في غرفة الإنعاش وإتحاد الكرة عاجز طوارئ الخرطوم يقف على تقارير الصحة العلاجية والوقائية وانخفاض كبير في الإصابة بالضنك والاجتماع والي الخرطوم يستقبل مدير الهلال الأحمر القطري ويشيد بمواقف قطر ودعمها لمواطني الولاية أثناء الحرب ✍ أحمد الشريف : كتابات ؛ (4/4) سيناريو الرباعية كلية علوم الشرطة والقانون تنفذ حملة لإصحاح البيئة بشارع عبيد ختم ومباني هيئة التدريب ✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ متى نعود للوطن؟ ✍ آدم تبن : حكاية من حلتنا ؛ حبوبة القمرة وأحاجي الحبوبات ✍ د. مزمل أبو القاسم : للعطر إفتضاح ؛ أكذوبة الرصاصة الأولى.. آخر تحديث! ملخص المساء الأخباري الثلاثاء 2025/10/7م رئيس الوزراء يلتقي ناظر عموم الضباينة بالسودان

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ متى نعود للوطن؟

في فجر كل يوم جديد تسالني والدتي حفظها الله ورعاها عن العوده الي الوطن رغم انه سؤال متكرر كلما جلسنا للحديث عن السودان وهي تحمل في دواخلها العوده الي الديار التي لم تفارقها الا بعد قيام الحرب

وهو سؤال يسكُن في وجدان كل سوداني، يرافقنا في غربتنا، ويؤرق ليالينا، كأنما الوطن صار حُلماً مؤجلاً ينتظر ساعة الميلاد من جديد.

نعود للوطن يوم نعود للصدق، يوم نصالح أنفسنا قبل أن نصالح غيرنا. يوم ندرك أن الوطن لا يُختصر في أرضٍ وحدود، بل في القيم التي نحملها، وفي الحب الذي يجمعنا رغم اختلافنا.

نعود للوطن يوم تسكت المدافع، ويُكتب للسلام أن يسكن قلوبنا قبل مدننا. يوم يفهم الجميع أن الحرب لا تزرع إلا الألم، وأن الكرامة لا تُبنى على أنقاض الوطن، بل على وحدته.

نعود للوطن عندما نعيد بناء الثقة بين الشعب ومؤسساته، ونؤمن أن السودان يستحق أن نضحي من أجله، لا أن نقتتل باسمه. نعود حين نرفع راية الإصلاح، ونزرع في كل قلب حنيناً إلى النيل، إلى الطيبة، إلى البسمة السودانية التي لا تعرف الحقد.

سيأتي يوم نعود فيه جميعاً... نحمل معاول البناء لا بنادق الحرب، ونكتب في دفاتر التاريخ أننا جيل لم يستسلم، بل أعاد للوطن روحه.

فالوطن لا يغيب، لكنه ينتظرنا — ينتظر عودتنا بالعقل، بالرحمة، وبإرادة الحياة.

نعود للوطن عندما نفهم أن الخلاص لا يأتي من الخارج، بل من داخلنا نحن — من وعينا الجمعي، ومن إصرارنا على أن نحول الألم إلى طاقة بناء. فالوطن لا ينتظر المنقذين، بل ينتظر أبناءه الذين يؤمنون به رغم كل العثرات.

نعود للوطن عندما يتعلم السياسي أن الحكم تكليف لا تشريف، وأن السلطة أمانة لا غنيمة. نعود عندما يُصغي المسؤول لصوت المواطن البسيط، لا لصوت مصالحه الضيقة. نعود عندما نعيد ترتيب أولوياتنا: الإنسان أولاً، التعليم أولاً، الكرامة أولاً.

نعود للوطن عندما يمد الشمال يده للجنوب، والشرق يعانق الغرب، والخرطوم تفتح ذراعيها لكل من نزف دمعاً أو عرقاً في سبيل هذا التراب. نعود عندما نعرف أن السودان أكبر من أحزابنا، وأغلى من قبائلنا، وأبقى من خلافاتنا.

وسيأتي اليوم الذي تشرق فيه شمس جديدة على الخرطوم، وتغني الطيور فوق النيل أغنية العودة. يومها سنعود كما كنا — أمة واحدة، قوية بإيمانها، عزيزة بكرامتها، شامخة بتاريخها.

سنعود لا كلاجئين يبحثون عن مأوى، بل كأبناء يعودون لبناء بيتهم الكبير الذي لم ولن يُهدم مهما اشتدت العواصف.

قد يطول الغياب، وقد تثقل الخطى، لكن طريق العودة مرسوم في قلوبنا. فالوطن ليس مكاناً نرجع إليه، بل هو نبض يسكننا أينما ذهبنا. سنعود يوماً، لأن السودان لا يُنسى... والسوداني لا يعرف المستحيل. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل