✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ دور الشباب السوداني بعد الحرب

يعجبني شاب اسمه(احمد صبري) اجتهد في تصوير ولاية الخرطوم بمجهود ذاتي واجتهاد شخصي وهو (طالب) ينتظر فتح جامعته لمواصلة حلمه في دراسة الهندسة هذه (المشاهد) التي قام بتصويرها ليزرع الامل في نفوس اهل الخرطوم للعودة وبناءها من جديد فهومثال للعديد من شباب السودان الطامح للنهوض بهذا الوطن والارتقاء به في مصاف الدول المتقدمه هذا ماقادني للحديث عن دور شباب السودان بعد سنوات الحرب التي أنهكت البلاد، ينهض الشباب السوداني اليوم من بين الرماد، يحملون في قلوبهم عزيمة الإعمار وروح التحدي.
فقد كانت الحرب قاسية، لكنها كشفت معدن الشباب السوداني الأصيل، الذي لم يستسلم للدمار، بل قرر أن يكون جزءًا من الحل لا المشكلة.
إن مرحلة ما بعد الحرب تتطلب جهدًا وطنيًا شاملًا، والشباب هم عماد هذا الجهد.
من الزراعة في القرى، إلى إعادة بناء المدارس والمستشفيات، إلى تأسيس مبادرات مجتمعية تعيد الروح إلى المدن المنهكة — كل ذلك يحتاج إلى سواعد الشباب وطاقاتهم.
وإذا ما تم تنظيم هذه الجهود عبر برامج مدروسة ومؤسسات داعمة، فسيصبح الشباب القوة التي تدفع السودان نحو مستقبلٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا.
يمكن للشباب أن يكونوا روّادًا في مشروعات الإعمار والتنمية، من خلال إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تُنعش الاقتصاد المحلي، والمشاركة في مبادرات السلام والمصالحة، ونشر ثقافة العمل والإنتاج بدل الاتكالية والانتظار.
كما يمكنهم قيادة حملات وطنية لإعادة إعمار القرى المدمرة، واستصلاح الأراضي، وتشييد المراكز التعليمية والصحية، بروح الفريق والعمل التطوعي التي تميّز الشعب السوداني.
إن بناء السودان بعد الحرب ليس مهمة جهة واحدة، بل هو مشروع أمة، والشباب هم قلب هذا المشروع النابض.
فبأيديهم تُزرع الأشجار مكان الخراب، وبعقولهم تُكتب الخطط، وبإصرارهم يولد وطن جديد من رحم الألم.
إن صناعة شبابٍ قادرٍ على بناء السودان ليست حلمًا بعيد المنال، بل رسالة وطنية يجب أن نتبناها جميعًا. فالشباب هم الجسر الذي سيعبر عليه الوطن من ظلام الحرب إلى فجر النهضة، وهم الركيزة التي سيقوم عليها صرح السودان الجديد.
فلنزرع فيهم الإيمان، ونمنحهم الثقة، ونفتح أمامهم الأبواب ليثبتوا أن السوداني لا يُهزم، بل ينهض كلما سقط.
سيأتي اليوم الذي يُكتب فيه التاريخ أن شباب السودان، الذين تربوا على الصبر والإرادة، هم الذين أعادوا للوطن مجده، وبنوا أرضه بالحلم والعمل، فصار السودان وطنًا يليق بتضحيات أبنائه.
فمن رحم المعاناة يولد الأمل، ومن أيدي الشباب يُبنى الوطن. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل